قطع غيار لي الإنسان قريبا في الأسواق
قطع غيار للإنسان قريبا في الأسواق «قطع غيار للإنسان» مصطلح تردد على أذهان الكثير، بتداوله على كافة المواقع الإخبارية، تعبيرًا عن ما وصل إليه العلم لتخفيف آلام المرضى ورفع معاناتهم، وأيضا القضاء على تجارة الأعضاء البشرية، وكل ما ينجم عنها من كوارث، فما أصاب الكثير الذهول هل بالفعل سيتمكن العلم من تحقيق هذا الأمل؟
أعضاء بديلة
آخر الخطوات التي تشير إلى إمكانية ذلك كان إعلان فريق طبي في جراحة العظام من جامعة بولونيا في إيطاليا، نجاحه في زراعة أعضاء بديلة بدون الحاجة لمتبرعين وذلك من خلال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي استطاعوا من خلالها طباعة نفس العضو المطلوب زراعته، للتخلص من مشكلات عمليات زراعة الأعضاء التي تقابل المريض والطبيب للبحث عن وجود العضو لجسم الإنسان المصاب بنفس التكوين والحجم والشكل، لضمان نجاح العملية.
وأكد البرفيسور حسن زمرلي استشاري جراحة العظام، دكتوراه في الأبحاث السرطانية من جامعة بولونيا، في أحد التصريحات الصحفية، أن طباعة أجزاء بديلة ثلاثية الأبعاد لجسم الإنسان تعد خارقة طبية، موضحا طباعة العضو الذي نريد تركيبه للمريض تكون مطابقة تماما لشكل وحجم جسم المريض، بجمع المعلومات من خلال الأشعة "السكانر" والرنين المغناطيسي، وهذه المعلومات يتم تحليلها من خلال آلة طباعة أعدت خصيصًا، ثم يتم طبع بديل لنستبدل قطعة من جسم الإنسان.
طريقة العمل
وشرح البروفيسور طريقة العمل قائلا: نقوم بعد ذلك بطبع الشكل «ثري دي» وتصنع منه عظمة اصطناعية لاستبدال العظام المصابة بالسرطان، أو طباعة مفصل اصطناعي أو حتى غضروف اصطناعي وأطراف اصطناعية؛ ومن الممكن أيضا إضافة الخلايا الجذعية على بديل العظام لكي نقلل من احتمال رفض الجسم الغريب، وبالتالي نستطيع إيجاد البديل للجزء المصاب (عظام، الغضروف أو المفصل) له نفس الحجم والشكل.
طرفة علمية
وعن حقيقة هذه التقنية، يقول محمد نصر، أستاذ طب وجراحة أمراض القلب بالمعهد القومي للقلب، أن طباعة ثلاثية الأبعاد جهاز متعارف عليه في كليات الطب بجامعة سنسناتي في أمريكا، وهذا الجهاز طفرة علمية في الطب البشري، يمكن الطلاب من تشريح الجثث جيدا والتعرف على كافة الأجهزة داخل جسم الإنسان، يعطي صورة كاملة لجسم الإنسان من كافة الجوانب والعلاقات داخل العضو الواحد وتدريب الطلاب عليها، ولكنه غالي جدا في الوقت الحالي.
استنساخ
كما نفى «نصر» قدرة الجهاز على طباعة أعضاء بشرية، قائلا: «بالفعل أمر الاستنساخ رؤية متعارف عليها، بأخذ عضو من جسم الإنسان ووضعه في الحيوان ينمو خلاله ثم يعاد زراعته مرة أخرى في الإنسان، ولكنها مازالت في الخيال العلمي، بسبب المشكلات التي تواجهه، من نقل الفيروسات من الحيوان للإنسان مثل فيروس الإيدز وإنفلونزا الطيور والخنازير والجمال وغيرها، وفي الوقت الحالي يعمل أطباء العلم الحديث على وضع الخطط لكيفية تفادي نقل تلك الفيروسات للإنسان، تمهيدا لتقنين الخاصية».
تصنيع الأعضاء
وأشار محمد موسى، مدرس مساعد جراحة عامة جامعة طنطا إلى أن هذه الطباعة تقوم على العمليات الميكانيكية في جسم الإنسان فقط، بحيث تطبع أعضاء بلاستيك كتصميم صمامات القلب وهياكل القلب جاهزة بالشكل والحجم المطلوب، تتلاءم مع المقاييس السليمة لجسم الإنسان، لتفادي تلف الشرايين والتي لا تعمل بشكل جيد، أو تشجع على نمو الأنسجة وشدها كما أن العمليات الميكانيكية تساعد أيضا على إعادة الأنسجة لشكلها الطبيعي، ولكنها لا تصنع عضو الكلى أو القلب وغيرها.