قامت مجموعة من الأطباء النفسيين برئاسة البروفيسور توم كريغ من الكلية الملكية في لندن بوضع علاج جديد لمرضى الفصام (الشيزوفرينيا) وهو يخلصهم من الهواجس والهلوسة السمعية الموسوسة.
ويعتمد العلاج على الحوار مع " avatar"( الصورة الرمزية) - الهوسية.
ويستند هذا الأسلوب على حوار مع "الآلهة" – تجسيد بصري كمبيوتري للصوت الذي "يعيش" في رأس المريض. نشرت المقالة في مجلة The Lancet Psychiatry.
وذكرت المجلة أن 60-70 في المئة من الذين يعانون من الفصام يؤكدون أنهم يسمعون "أصواتا" داخل رؤوسهم. وعادة تسمح الأدوية بالتقليل من شدة الأعراض، ولكن كل الهلوسة والهواجس تواصل ملاحقة كل واحد من أربعة مرضى. وكقاعدة عامة، يعتقد شخص مصاب بالفصام أن "الصوت" الذي يلاحقه يعود إلى كيان له شخصية، وتسعى إلى تحقيق أهداف ما لها سلطة على المريض. وساعدة الأطباء المريض في محاورة "الأصوات" ووضع السيطرة على الهلوسة.
ويقوم العلاج على أساس محاكاة "الصوت" وحديث المريض معه.
وشارك في الدراسة الابتدائية 26 مريضا وتبين منها أن النهج الجديد يمكن أن يقلل من تكرار الهلوسة وسلطتها على الذين يعانون من هذا المرض.
وبعد ذلك تم اختبار هذا العلاج من جديد على 150 متطوعا يعانون من اضطرابات الفصام (ولا سيما الفصام بجنون العظمة). وجرى تقديم الدواء لكل المتطوعين ولكن فقط نصفهم حصلوا على علاج أفاتار. ووزع الآخرون في مجموعة مراقبة بشكل عشوائي مع المراقبة والتشاور مع طبيب نفسي.
وخلال العلاج بطريقة أفاتار قام المرضى بوضع صورة رقمية لوجه صاحب الصوت، حسب رأيهم. وخلال جلسات العلاج اليومية ( مدة الجلسة 50 دقيقة) جلس كل مريض في غرفة منفردة أمام شاشة الكمبيوتر وفي الغرفة المقابلة جلس الطبيب المعالج الذي تحدث مع المريض إما بصوته العادي أو عبر أفاتار. وفي الجلسات الأولى كان الأطباء يكررون حرفيا ما كان يسمعه المريض خلال نوبات الهلوسة ولكنهم خلال ذلك كانوا يشجعون المريض على إبداء رد الفعل المعاكس. وبعد ذلك كان أفاتار يحلل ويحدد وجود الأطراف القوية لدى الشخص المريض.
وذكرت المجلة أن دورة العلاج تستمر عادة 1.5 شهر.
وتبين أن العلاج أفاتار أدى إلى انخفاض الهلوسة السمعية أكبر بكثير من العلاج بالمشورة الداعمة.
وفي الوقت نفسه، أفاد تسعة مشاركين عن اختفاء الهلوسة في الأسبوع الثاني عشر من العلاج (سبعة في مجموعة العلاج الأذيني، واثنان من مجموعة تقديم المشورة الداعمة). وفي الأسبوع الـ 24 من العلاج بات عدد المرضى 14 (ثمانية في المجموعة التجريبية وستة في مجموعة المراقبة).