من المعروف أن الأطعمة الدهنية تحوي سعرات حرارية عالية وتسبب زيادة الوزن، إلا أنها يمكن أن تكون عاملا "غير متوقع" يساهم في مكافحة ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
وأصدر العلماء في جامعة ريدينغ، ورقة بحثية عن تأثير دهون الطهي على المناخ، حيث ذكروا أن الأحماض التي يتم إطلاقها أثناء عملية القلي قد تساهم في تشكيل سحب التبريد. وتشير البحوث الجديدة إلى أن طبخ البطاطا المقلية لا يؤثر على البيئة.
ووصف المؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Communications، الدكتور كريستيان برانغ، كيفية تغليف جزيئات الأحماض الدهنية للغبار الجوي الذي يمتزج مع قطرات بخار الماء لتشكيل السحب. وأضاف أن للأحماض تأثيرا مدهشا داخل قطرات التكثيف، والتي يمكن أن تؤدي على المدى الطويل إلى درجات حرارة أكثر برودة في البيئة المحيطة.
وقال برانغ في بيان صادر إنه "من المعروف أن جزيئات الأحماض الدهنية التي تشكل الهباء الجوي (جزيئات عالقة في الهواء)، قد تؤثر على قدرتها في تشكيل السحب. ومع ذلك تعد هذه المرة الأولى التي درس فيها العلماء كيفية عمل الجزيئات داخل قطرة الهباء الجوي، وأظهرنا أنها قد تتجمع بشكل معقد، وهذا يعني قدرتها على الاستمرار لفترة أطول في الجو".
وشارك الدكتور آدم سكيرز من جامعة Bath في هذا البحث، حيث قارن الأحماض الصادرة أثناء الطهي مع الصابون المضاف إلى الماء. وقال موضحا: "نعلم أن الهياكل المعقدة المكونة من جزيئات الحمض الدهني تكون مماثلة لخلط الصابون مع الماء. فإنها تؤثر بشكل كبير على ما إذا كان الخليط غائما أو شفافا، صلبا أو سائلا، وكذلك مدى امتصاصه. ويثير هذا الأمر تحديات عديدة في فهم ما تفعله دهون الطهي في العالم من حولنا".
ويذكر أن هذه الدراسة تفتح مجالا جديدا نسبيا في نوعية البحوث، كما تشير إلى أن تناول الأطعمة المقلية قد يحمل الكثير من الفوائد البيئية، وهو الأمر الذي لم نسمعه من قبل.