• ومن المنقول عن المأمون: قال عمارة بن عقيل: قال لي ابن أبي حفصة الشاعر: أعلمت أن أمير المؤمنين _ يعني المأمون_ لا يبصر الشعر؟ فقلت من ذا يكون أفرس منه وانّا لننشد أوّل البيت فيسبق آخره من غير أن يكون سمعه؟ قال: فاني أنشدته بيتا أجدت فيه, فلم أره تحرّك له, وهذا البيت فاسمعه: أضحى امام الهدى المأمون منشغلا بالدين والناس بالدنيا مشاغيل فقلت له: ما زدته على أن جعلته عجوزا في محرابها في يدها مسبحة, فمن يقوم بأمر الدنيا اذا كان مشغولا عنها, وهو المطوق لها. ألا قلت كما قال عمّك جرير لعبد العزيز بن الوليد: فلا هو في الدنيا مضيّع نصيبه ولا عرض الدنيا عن الدين شاغله.