توصل الباحثون إلى طريقة مبتكرة في علاج مرض السرطان تتمثل بزرع هيئة هلامية القوام في الجسم.
ويتم حقن المادة المليئة بالكحول النقي في منتصف الورم السرطاني، حيث تنطلق كميات صغيرة من الإيثانول (الكحول النقي الذي يشكل على سبيل المثال 12-14% من النبيذ).
وعند الاتصال مع الخلايا السرطانية، يقوم الإيثانول بتدميرها عن طريق "تسميم" البروتينات الحيوية التي تحتاجها الخلايا للتكاثر.
ويذكر أن الأطباء يعرفون منذ فترة طويلة، أن وضع الخلايا السرطانية في الكحول يمكن أن يكون وسيلة فعالة لقتلها. ولكن المشكلة تكمن في أن الكحول يدمر أيضا الأنسجة المحيطة السليمة، كما أن هناك حاجة إلى كميات كبيرة نسبيا من الكحول للقضاء على الخلايا السرطانية تماما، ما يعرض الخلايا الطبيعية لآثارها السامة.
ونتيجة لذلك، اقتصر استخدام الكحول على أنواع السرطانات حيث يتواجد الورم داخل كبسولة ليفية تمنع الكحول من التسرب، مثل أورام الكبد الصغيرة. وفي هذه الحالة، يتم غرز إبرة في الجلد تحت تأثير التخدير الموضعي، لإيصال الكحول إلى الخلايا السرطانية.
واختُبرت الطريقة الثورية التي تم تطويرها في جامعة Duke، في ولاية كارولينا الشمالية، على الحيوانات فقط حتى الآن، ولكن يمكن أن يُستخدم الكحول على نطاق أوسع للقضاء على معظم الأورام.
وقام العلماء بخلط مادة الإيثانول مع إيثيل السليلوز، وهي مادة مصنوعة من لب الخشب أو القطن الذي يستخدم على نطاق واسع في صناعة المواد الغذائية ولتغليف الأدوية. وكانت النتيجة الحصول على مادة صلبة تشبه الهلام، بحيث تبدأ بالتحلل بمجرد الاتصال مع الظروف الرطبة داخل الجسم، على مدى أسبوع أو نحو ذلك لإطلاق الكحول في نهاية المطاف.
ويتم إطلاق كميات صغيرة جدا من الكحول في منطقة الورم، بدلا من طرح كميات كبيرة في المنطقة وإلحاق الضرر بالخلايا السليمة المجاورة، عن طريق الحقن.
ولاختبار الطريقة، زرع العلماء المادة الهلامية في 7 فئران مصابة بالأورام الخبيثة في منطقة الفم، حيث قاسوا حجم النمو السرطاني بعد 8 أيام.
وأظهرت النتائج التي نُشرت مؤخرا في مجلة التقارير العلمية، أن الأورام اختفت تماما لدى الفئران السبعة بعد العملية، في حين اختفت الأورام لدى 4 فئران فقط من أصل 7، بعد حقنها بالكحول.
ويقول العلماء إن الهلام يمكن استخدامه لعلاج أنواع أخرى من السرطان، مثل الثدي، كما يخططون لإجراء تجارب من أجل علاج الآفات التي تسبق الإصابة بسرطان عنق الرحم.
وتجدر الإشارة إلى أن واحدا من أهم مزايا العلاج المبتكر يكمن في رخص التكاليف، حيث يكلف غالون الإيثانول أقل من 1.50 جنيه إسترليني.