وجد العلماء جمجمة في الصين يمكن أن تعيد كتابة طريقة فهمنا الكامل للتطور البشري.
ويعتقد معظم علماء الأنثروبولوجيا أن الجنس البشري جاء من إفريقيا منذ حوالي 200 ألف سنة، وأن مجموعة واحدة بقيت قبل حوالي 80 ألف سنة، قبل انتشارها في جميع أنحاء العالم. ولكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن الخصائص الهامة للبشر قد تطورت في شرق آسيا.
وفي الواقع، قد تكون هناك أوقات من الاختلاط الكبير مع انتقال هؤلاء البشر في آسيا إلى الخارج باتجاه إفريقيا، وهذا يعني أن البشر الحديثين يحملون جينات الأجداد من آسيا وإفريقيا، في حال كانت اعتقادات الباحثين صحيحة.
وتدور القصة حول تطور النظرية التي تم رفضها على نطاق واسع من قبل أهم الأكاديميين لعقود. ولكن في حال كانت الادعاءات الجديدة صحيحة، فقد تُثبت أن النظرية التي سخر منها العلماء منذ زمن طويل، صحيحة فعلا.
وعُثر على الرأس الهامة، المعروفة باسم الجمجمة Dali، قبل 40 عاما في الصين، حيث تعود إلى شكل من الأنواع المبكرة للإنسان المنتصب (هومو إريكتوس). ومن المثير للدهشة أنها كانت سليمة، مع قدرة العلماء على رؤية الوجه وتجويف الدماغ كما كان عليه الحال عندما كان صاحبها يعيش منذ حوالي 260 ألف سنة.
ويوجد تشابه غريب جدا بين الجمجمة المكتشفة والإنسان العاقل (الاسم العلمي للنوع الوحيد غير المنقرض من البشر والمعروف بهومو). وتشير البحوث الجديدة إلى أن لديها أكثر بكثير مما كان متوقعا من القواسم المشتركة، مع العينات الموجودة في المغرب.
وأوضح الباحثان، شينسي وو من الأكاديمية الصينية للعلوم، وشيلا أثريا من جامعة تكساس A&M، أن الأبحاث تقول إن البشر ربما لم يتطوروا في أفريقيا كما كان يعتقد منذ فترة طويلة. كما أن أوجه التشابه تشير إلى أن البشر الأوائل قد لا يكونوا قد عزلوا في مكان واحد بالنسبة لخصائصهم المتطورة.
وبدلا من ذلك، يمكن أن يكون هناك تدفق جيني هام بين هؤلاء البشر الأوائل في إفريقيا، وغيرها من الأماكن مثل الصين، وفقا لما كتبه العلماء في الورقة البحثية الجديدة.
ويأمل العلماء الآن في إجراء مقارنات أكثر تفصيلا للجمجمة المكتشفة، مع تلك الموجودة في المغرب، وذلك لفهم كيف أن العينة الموجودة في الصين مشابهة ومختلفة عن الأمثلة الأخرى للبشر الأوائل