10 طرق ليعتاد طفلك الصيام
مقاربة خاصة لتعويد الأطفال على الصيام
يشعر الأطفال بفرحة عارمة لدى قدوم رمضان حتى إن كانوا في سن لا تسمح لهم بالصيام. فبالنسبة لهم يشكل هذا الشهر حالة خاصة تتبدل فيه كل العادات والتقاليد. وتختلف مقاربة ذويهم للتعبد والتقرب من الله تعالى.
وخلافاً لتأفف شريحة واسعة جداً من البالغين من صعوبة الصيام، تجد الأطفال المكلفين شرعاً في حالة من الحماسةالشديدة في أول عام من صيامهم، وتلمس لديهم صبراً لم يكن يخيل لك يوماً أنهم يملكونه. لكن تعويد الأطفال على الصيام يتطلب مقاربة خاصة تبدأ من التحضير النفسي، وتنتهي بالثناء والتقدير.
أولاً- القناعة لا التقليد: لا تطلب من أطفالك التقليد، فليس المطلوب منهم الاقتناع بأهمية الصيام؛ لأن أهلهم من الصائمين. يجب تعريفهم على قيمة شهر رمضان من خلال مناقشة أهميته مع تعليمهم معنى الصوم، وكونه ركناً من أركان الإسلام وعبادة. الحرص على اقتناع الأطفال بأهمية الصيام ستشكل قاعدة تستمر معهم؛ حتى نضوجهم وهم بالتأكيد سينقلونها إلى أولادهم.
ثانياً-الصيام والصلاة: شرح ماهية الصيام ومبطلاته، وطبعاً الواجبات المطلوبة كالصلاة. ويمكن استغلال ساعات الصيام لتعليم أطفالكم تلاوة القرآن مع التشديد على القيم الأخلاقية كالصدق والأخلاق الحميدة، وأن الصيام هو تهذيب للنفس والروح.
ثالثاً-التعويد تدريجياً: يجب الانتباه إلى أن القدرة على احتمال العطش والجوع تختلف من طفل لآخر. يمكن البدء بصيام ساعات محدودة من النهار ثم زيادتها تدريجياً، وبعد تمكن طفلكم من إكمال يومه يمكن السماح له بصوم أيام محدودة من الشهر؛ حتى يصلوا إلى سن التكليف، وقد تأقلموا مع صعوبات الصيام.
رابعاً- الثناء لا العقاب: قد يستسلم الطفل في مرحلة ما ويفطر سراً أو علناً، ولا بأس بذلك حتى ولو كان في سن التكليف. فساعات الصيام الطويلة خلال فصل الصيف قد تكون أكبر بكثير من طاقته على الاحتمال. إجبار أطفالكم على الصيام ستدفعهم لتناول الطعام سراً والتظاهر بالامتناع علناً، في المقابل اعتماد أسلوب الثناء أمر في غاية الأهمية. امدح أطفالك على إنجازهم بشكل دائم، استغل اجتماع العائلة على مائدة الإفطار وأمطرهم بالمديح. فذلك سيشكل دعماً معنويا كبيراً لهم.
خامساً- طعام الطفل الصائم: يجب مراعاة حاجات الأطفال عند تحضير وجبة الإفطار. الحرص على حصولهم على نوعية جيدة على حساب الكمية يجب أن تكون من الأولويات، وعليه يجب احتواء وجباتهم على كميات وافرة من البروتينات والفيتامينات والكربوهيدرات والألياف. كما يجب تنبيههم إلى ضرورة شرب السوائل والماء بين حين وآخر بعد الإفطار.
سادساً- السحور: وجبة السحور يجب أن تصبح من الأمور الروتينية في شهر رمضان. فهذه الوجبة لا يمكن أن يفوتها الطفل الصائم. بالأمكان جعل طفلكم يشارك في عملية اختيار الأطعمة، التي يريد تناولها مع التنبيه برفق إلى خياراته السيئة إن قرر اعتمادها.
سابعاً- مواعيد النوم: بعض أولياء الأمور يسمحون لأطفالهم بالسهر طوال الليل والنوم خلال ساعات النهار؛ اعتقاداً منهم أن ذلك سيجعل صيامهم أكثر سهولة. لكن هذه الطريقة تدفعهم إلى عادات لا تمت لشهر رمضان بصلة، ناهيك عن الأضرار الجسدية والنفسية التي يخلفها السهر لساعات الفجر الأولى طوال ثلاثين يوماً.
وعوض عن السماح لهم بالسهر طوال الليل، اطلبوا منهم الخلود إلى النوم بعد صلاة العشاء، ليصار بعدها إلى إيقاظهم موعد السحور على أن يتم التعويض عن تلك الساعات بالنوم لساعة متأخرة في الصباح شرط ألا تمتد لساعات الظهيرة. ويجب الحرص على مواعيد روتينية لقيلولة خلال النهار تساعدهم إلى إكمال نهارهم.
ثامناً- المنافسة والمكافآت: بعض الأطفال تحفزهم المنافسة، اجعل من الصيام منافسة بينهم. وابتعد بشكل كامل عن مقارنتهم بغيرهم سواء من أفراد العائلة أو من الاقارب والأصدقاء. التشجيع من خلال المكافآت أسلوب ناجح جداً عند التعامل مع الأطفال، وهو قد يكون بشكل يومي أو أسبوعي أو حتى بمكافاة واحدة بعد نهاية الشهر.
تاسعاً- مساعدتهم: يحتاج الأطفال المساعدة أحياناً، فهم ما زالوا في مرحلة تجعل استسلامهم لمغريات الطعام سهلة جداً. حين تلمس تململ أطفالك حاول إلهاء من يجوع منهم بالنوم، أو بالألعاب التي لا تتطلب مجهوداً جسدياً.
عاشراً- الأعمال الخيرية: تشجيع الأطفال على المشاركة في النشاطات الخيرية من خلال التبرع خلال شهر رمضان للفقراء والمحتاجين. اطلب منهم التبرع حتى من أغراضهم الخاصة التي يمكنهم التخلي عنها لصالح آخر محروم. كما يمكن إقناعهم بالتطوع للعمل في الجمعيات الخيرية، أو في مسجد الحي.
رد مع اقتباس
