قصص من التسامح النبوي
قصّة النّبي الكريم مع الأعرابي، فقد حدّث الصّحابي الجليل أنس بن مالك أنّه كان يمشي يوماً مع النّبي عليه الصّلاة والسّلام وهو مُرتدياً عباءة نجرانيّة ثقيلة، فجاء الأعرابيّ إلى رسول الله وشدّه من عباءته حتّى ظهر أثر ذلك في صفحة عنقه، ولم يُقابل النّبي هذا الأمر بالشّدّة أو الغضب، ولم يصرخ في وجه الأعرابي بل التفت إليه واستمع إلى مقالته حينما بيّن رغبته في أن يُعطيه نبيّ الله ممّا أعطاه الله تعالى، فأمر له بعطاء اطمأنّت له نفسه.
قصّة النّبي مع الرّجل الذي أراد قتله؛ فقد روى جابر بن عبد الله قصّةً تدلّ على تسامح النّبي عليه الصّلاة والسّلام، ففي غزوة الرّقاع استراح النبي الكريم تحت شجرةٍ بعد أن علّق سيفه عليها، فاستغلّ رجلٌ من المشركين ذلك فباغت النّبي وأخذ سيفه على حين غرّة، ثمّ رفعه في وجه النّبي وهو يقول، أتخافني، فقال النّبي: لا، فقال الرّجل: "فمن يمنعك مني"، قال: الله، فسقط السّيف من يد الرّجل فأخذه النّبي الكريم ورفعه في وجه الرّجل وهو يقول من يمنعني منك، فقال الرّجل، كن خير آخذ، فلم يَفعل النّبي الكريم معه شيئاً وعفى عنه بعد أن تعهّد بأن لا يُقاتل المسلمين أو يقف مع قوم يقاتلونهم، فجاء قومه وهو يقول: (جئتكم من عند خير النّاس).