ما بين المصدق والمكذب، والمنطق والخرافة، يراوح خبر خروج الطليان من منافسات كأس العالم، الأمر شكل صدمة للشارع الإيطالي، الذي بدأ يبحث عن الأسباب "غير الموجبة" بإعتقاده لخروج بلاده من بطولة اعتاد حضورها ورفع كأسها غير مرة.
فبعد ليلة مثيرة في ملعب "سان سيرو"، تحولت أهازيج التشجيع إلى ما يشبه الثورة على المدير الفني للمنتخب الإيطالي جامبييرو فينتورا، إثر التعادل السلبي مع السويد في إياب ملحق تصفيات كأس العالم 2018.
ويعني هذا التعادل إخفاق منتخب إيطاليا في بلوغ المحفل الأهم لكرة القدم على مستوى العالم، للمرة الأولى منذ نسخة 1958 التي أقيمت في السويد، إذ خسر الفريق مباراة الذهاب صفر-1 في ستوكهولم.
وسنت الصحف الإيطالية، إلى جانب الجماهير، أقلامها وشنت هجوما على فينتورا "69 عاما" واللاعبين، في أعقاب الإخفاق التاريخي للفريق الأزرق، الذي يعد أحد أيقونات كرة القدم في العالم، بطريقة لعبه الفريدة واستراتيجيته المميزة في اللعبة.
وبالخط العريض عنونت صحيفة "كورييري ديلو سبورت" قائلة: "فليرحل الجميع"، وقالت إن "فينتورا يجب أن يغادر، لكن ليس لوحده".
وأضافت: "بعد 60 عاما إيطاليا لا تذهب إلى المونديال. الأزرق يبكي وبوفون يطلب السماح". ودارت عناوين "توتوسبورت" حول الفكرة ذاتها، وقالت في عنوانها الرئيسي: "الجميع إلى ديارهم".
وأضافت: "العار لا يلاحق فينتورا وحده، بل كل المنظومة الكروية". وأسدلت الهزيمة الستار على المسيرة الدولية المميزة للحارس جانلويجي بوفون، البالغ عمره 39 عاما، الذي كان يشارك في مباراته 175 مع إيطاليا.
وأجرى فينتورا، الذي تعرض لانتقادات حادة بسبب اختياراته للاعبين وخططه، 4 تغييرات على الفريق الذي خسر في لقاء الذهاب، وأشرك جورجينيو في وسط الملعب بدلا من الموقوف ماركو فيراتي.
وكانت المهمة ثقيلة للغاية على اللاعب برازيلي المولد، الذي لم يسبق له المشاركة في مباراة رسمية مع إيطاليا.
وفي ظل التوتر والعصبية، واجهت إيطاليا صعوبات في العثور على إيقاعها في أول 20 دقيقة، لكنها بدأت في صناعة فرص من الجناحين عن طريق ماتيو دارميان وأنطونيو كاندريفا.
ولم تشارك إيطاليا في أول كأس عالم في 1930، ولكن باستثناء نهائيات 1958 فإنها كانت موجودة في البطولة بشكل دائم.