تزوّجتُ اثنتين لحُسنِ حظِّي
المعارضة اللطيفـة
لقصيدة الأعرابي ( تزوجت اثنتين ) الظريفـة
- تزوجْتُ اثنتين لحسْن حظِّي * * * بمـا يسلـو بـه زوجُ اثنتين
- لهذي ليلـةٌ ولتلك أخرى * * * سـرورٌ حـاصِـلٌ في الليلتين
- رضا هذي يحسِّنُ فِعْل هذي * * * فأحظـى بالسعـادة مـرتين
- فعشتُ مدلَّلاً بالودِّ أبقى * * * أنعَّمُ بين ألْـطـف زوجتين
- فإنْ سافرتُ عدْتُ على هيام * * * لأقطِفَ زهـرةً من زهرتين
- وإنْ قابلتُ إحداهن يومـاً * * * تولَّى مـا لقيتُ من الحنـين
- وألقى في المعيشة كـلَّ خيرٍ * * * فإنَّ الخير عنـد الجـارتين
- هما سكَنُ الفؤاد ودِفْءُ عيشي * * * هما نورُ الحيـاة ومِلْءُ عيني
- فإنْ أحببتَ أنْ تبقى عزيزاً * * * جليلَ القَدْر مرفـوعَ الجبين
- وتُدرِكَ هدْيَ خيرِ الخلقِ نهجاً * * * نبيِّ الله ذي صـدْقٍ أمينِ
- وتدركَ نهجَ أصحـابٍ كرامٍ * * * ونهجَ معـدِّدٍ فـوق اثنتين
- تزوجْ زوجةً من بعد أُخرى * * * لأربعَ شرْعُ خير المرسلينِ
- ودَعْ ما قاله الأعراب جهلاً * * * فليـس لقولهم وزْنٌ بديني
- فكمْ من عازبٍ يمسي وحيداً * * * بلا زوجٍ يؤانِسُ أو بنـين
- يــودُّ لَـوَ انَّه يلقى خليلاً * * * يعاشـرُه ولو في سـاعتين
- لهذا لا تعِشْ عزَبـاً عزوفـاً * * * فـذا والله مِن نقصان دين
- وحاذرْ أنْ تبيتَ مع المعاصي * * * ولا تجلـدْ عُمـيرةَ باليدَين
- فما هذا من التَّزْواج شرْعاً * * * ولا ذيَّـاكَ مِنْ ملْك اليمين
- فذاك من التعدِّي دون ريبٍ* * * ويُذهبُ نضرةَ الوجْهِ الحَسِين
- وكثِّرْ زُمـرةَ الأزواج جهراً * * * ليرتسمَ السرورُ على الجبين
- فأمْـرُ الله بالإنكاح شرْعٌ * * * بما قد طابَ من أصْلٍ ودينِ
- فذلك كلُّـه خير وأبقى * * * وعنـد الله نيـلُ الحسنيين
بقلم الشاعر
عبد الله بن عيسى الموري
أما القصيدة التي عارضها الشاعر فهي
قصيدة الأعرابي الذي تزوج اثنتين ثم ندم :
تَزَوَّجْتُ اثنتينِ لِفَرْطِ جَهْلِي ...
بِمَا يَشْقَى به زَوجُ اثْنتينِ...
فقلتُ أصيرُ بينهما خروفًا ...
أُنَعَّمُ بين أَكْرَمِ نَعْجَتَيْنِ...
فصِرْتُ كَنَعْجَةٍ تُضْحِي وتُمْسِي...
تُدَاوَلُ بينَ أَخْبَثِ ذِئْبَتَيْنِ...
رِضَا هَذِي يُهَيِّجُ سُخْطَ هَذِي ...
فَمَا أَعْرَى مِنَ احْدَى السُّخْطَتَيْنِ...
وأَلْقَى في المعِيْشَةِ كُلَّ ضُرٍّ ...
كَذَاك الضُّرُّ بينَ الضَّرَّتَيْنِ...
لهذي ليلةٌ ولتلكَ أُخْرى...
عِتَابٌ دَائِمٌ في الليلَتَيْنِ...
فإنْ أَحْبَبْتَ أنْ تَبْقَى كريمًا...
مِنَ الخيراتِ مَمْلُوءَ اليَدَيْنِ...
وتدركَ مُلْكَ ذِي يَزَنٍ وعَمْرٍو ...
وذي جَدَنٍ ومُلْكَ الحَارِثَيْنِ...
ومُلْكَ المُنْذِرَيْنِ وذِي نُوَاسٍ ...
وتُبَّعٍ القَدِيمِ وذِي رُعَيْنِ...
فَعِشْ عَزَبًا فإنْ لم تَسْتَطِعْهُ ...
فَضَرْبًا في عِرَاضِ الجَحْفَلَيْنِ