تعتزمُ الحكومة الجزائرية إطلاقَ قمرٍ صناعي جديد بالتعاونِ مع الصين لأهدافٍ عسكرية واستراتيجية، بعد التفوق المغربي في هذا المجال إثر إطلاق القمر الصناعي "محمد السادس" في الثامن من شهر الجاري.
وكشفت مصادر جزائرية أن القمرَ الصناعي "ألكوم سات 1" يجري التخطيطُ لإطلاقهِ منذ 2016، من خلالِ إرسالِ مهندسينَ جزائريين للتدريب في الصين وكذلكَ إنشاءِ محطتينِ محليتين في محافظتيِ "المدية" وسطَ البلاد و"ورقلة" جنوبها.
وأثارت خطوة الجار المغربي قلقًا بالأوساط السياسية والإعلامية ودوائر السلطة في الجزائر، إذ وصفته تقارير أمنية وإخبارية بأنه أداة مغربية جديدة للتجسس على البلاد وكشف مواقعها الاستراتيجية والعسكرية، في خضم التوتر الدبلوماسي القائم بين الجزائر والرباط منذ سنوات بسبب نزاع الصحراء الغربية من جهة والتنافس على ريادة أفريقيا والمغرب العربي.
ويحمل القمر الصناعي الجديد "الكوم سات 1" أهدافًا استراتيجية، أكبر غاياتها هي تعزيز حماية الأمن القومي الجزائري ومراقبة الحدود الطويلة مع المغرب وليبيا ومالي والنيجر والتشاد وتونس، بحسب مسؤولين.
وقد تأخر لدواعٍ تقنية وأخرى مرتبطة بعدم انتهاء فترة التدريب التي يخضع لها المهندسون الجزائريون في الصين، إذ سبق للوكالة الفضائية الجزائرية الإعلان عن رغبة الجزائر في إطلاق أول قمر صناعي جزائري مخصص للاتصالات من الصين خلال العام .
وأطلقت الجزائر سابقًا قمرين صناعيين، الأول (ألسات 1) في العام 2002 من قاعدة الإطلاق الروسية "بليسيتسك كوسمودروم"، والثاني (ألسات 2) عام 2010، من موقع "سريهاريكوتا" الكائن فى "تشيناي" في خليج البنغال.
وأكد المسؤول الجزائري المكلف بهذه المهمة، عز الدين أوصديق، أن بلاده تعتزم وقف احتكار الأقمار الصناعية الأجنبية والاستفادة من خدمات قمر جزائري من شأنه توفير خدمة الاتصالات والانترنت وبث القنوات الإذاعية والتلفزيونية بدقة عالية.
وأفاد أن هذا القمر الصناعي "سيوفر خدمة الإشراف على الاتصالات الهاتفية، وسيسمح بحماية الاتصالات من أي اختراق أو تجسس محتمل على الجزائر، بالإضافة إلى تحسين خدمة الهاتف والإنترنت التي سيرتفع تدفقها، حيث سيكون القمر الصناعي سندًا للألياف البصرية المستعملة حاليًا في نقل الإنترنت".
يأتي ذلك في وقت باشرت السلطات الجزائرية إنشاء عازل حدودي مزوّدٍ بأنظمة مراقبة واتصال "كهرو-بصرية" ورادارات حديثة يجري صنعها في الجزائر بشراكة مع مؤسسة ألمانية متخصصة في نظم المراقبة بأجهزة الرادار، لمراقبة الحدود الجزائرية مع المغرب.
وبرّرت السلطات الجزائرية مساعيها في إنجاز العازل "الإسمنتي-الإلكتروني"، بمواجهة تدفق "الحشيش" ومحاصرة شبكات التهريب من الجارة المغرب، تدعيمًا لاتهامات وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل للرباط بتبييض أموال المخدرات في مصارف مغربية ونقل "الحشيش" لأفريقيا عبر الخطوط الجوية المغربية، لكن المغرب ينفي ذلك ويعتبرها "مزاعم جزائرية"، على حدّ تعبير مسؤوليه.