كان مخيفا مرعبا بالنسبة لنا
كنا في الطابق السابع،
في مطعم في ضيافة أحد الأصدقاء
بينما نتبادل أطراف الحديث،
وإذا بطاولات المطعم تهتز،
اول الثواني ظننت أن الخادم ينظف الطاولات و هو من يحركها
إلى أن الشباب الذين على يميننا مرة واحدة و فجأة ...
رأيناهم يهربون،
لم أر إلا ظهورهم
و الصارخ يصرخ و بالذات الحريم،
الكل اتجه نحو الدرج بصريخ وهلع
لا تنسوا نحن في الطابق السابع، يعني إثر الاهتزاز يكون أكثر وضوحا
فعلا العمارة كانت تتمايل بنا
للحظة ...
ظننت أن العمارة تنهار،
و لم يخطر في بالي انه زلزال مطلقا
قلت في نفسي هؤلاء العراقيون عادة يدفعون بخاشيش ويخالفون أنظمة البناء ..
و يبدو انهم بنوا العمارة أكثر مما تحتمل،
والآن البناء ينهار بنا
وشرد ذهني إلى الفيديوهات التي كنا نراها ..
وكيف أن البنايات تنهار
وصلت إلى الدرج ...
و كانت الحريم وكل من في المطعم قد تدافعوا نحوه
خفت من أن يتسبب التدافع في كارثة
بدأنا بالنزول ..
والحريم يبكون ويتصارخون
و بعضهن ينادي ياصاحب الزمان
لا أدري ...
وصلنا الطابق الرابع بقدرة قادر،
فكسرت قلبي امرأة،
رأيت في وجهها الهلع،
فهي من جهة تهرب بنفسها من الموت المحقق فالبناية ستنهار،
ومن جهة أخرى تسأل عن ولدها وليس لها الجرأة على الرجوع لاخذه، و لو فعلت ..
لداسها المندفعون نحو السلم
زاد الرعب،
اننا ونحن نهرب بين الشك والحقيقة أن العمارة تنهار،
إن سمعنا بالميكرفون للعمارة يطلب من الزوار باخلائها فورا،
هذا الأمر أكد اننا أمام حقيقة وليس توهم
يا إلهي،
خاطبت نفسي،
هل نهاية حياتي ستكون في إنهيار بناية،
و انا الذي كنت ادعو الله تعالى أن يختم حياتي بالشهادة،
هي لحظة تجلى،
تصغر فيها الدنيا في عينيك،
وتعلم انك لم تفعل شيئا ..
و هاهي الستارة ستسدل على حياتك تحت إدراج وحطام بناية
خرجت ،
وجدت نفسي أمام باحة الفندق في الخارج،
ولوهلة تذكرت ولدي علي،
يا إلهي أين هو؟!
أخذت أتأمل في مدخل البناية ..
و انظر إلى أعلاها ..
انتظر الانهيار الرهيب و ولدي بداخلها وأصوات ذعر النساء يملئ الشارع، والكل ينظر إلى أعلى البناية
بعد مدة ...
خرج ولدي من الفندق،
ولكنه كان حاسرا،
سألته فيما بعد أين غترتك،
ظننت من هلعه انه رماها،
فقال لي : رأيت إمرأة خرجت من غرفتها راكضة من دون حجاب فوضعت على رأسها غترتي
هو أطول زلزال شهدته في حياتي و أكثره قوة،
وقد حفر في قلبي موعظة عميقة.
الموعظة :
هذه الدنيا قد تنتهي في لحظة،
لم تخطر على بالك أصلا
بقلم : زائر في كربلاء الحسين عليه السلام.