يعرف الجميع ما يفعله مدرب الكلاب، ولكن ماذا عن دور الأخصائي النفسي للكلاب؟.
دور هؤلاء الأخصائيين ليس تعليم الحيوان حركات جديدة، وإنما استكشاف المشاعر الأعمق لأوفى صديق للإنسان، وخاصة عندما يكون الكلب متوترا ويريد صاحبه معرفة السبب، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
يوضح توماس رييب رئيس الرابطة الألمانية للأخصائيين النفسيين للكلاب إن "المهمة الرئيسية لأخصائي نفسي الكلاب هو الوصول إلى ما هو أفضل للحيوان".
وقام رييب بنشر العديد من الكتيبات التي تتضمن نصائح بشأن كيفية التعامل مع مشاعر الكلاب. ومن بين نصائحه أن يقوم المهتم بتربية الكلاب بالجلوس أولا مع أخصائي نفسي للكلاب حتى قبل شراء الحيوان.
ويوضح أن الأخصائي "يقوم بتوفير معلومات حول الأنواع المختلفة واحتياجاتها، كما يمكن أن ينصح الشخص بالأنواع التي تناسبه بصورة أفضل". ويشير إلى أن مثل هذه النصيحة لا تكون رخيصة، فاستشارة الأخصائي المحترف تتكلف ما لا يقل عن 60 دولارا في الساعة.
ومع ذلك، فإن العديد ممن يربون كلابا لا يزورون الأخصائي النفسي لطلب المساعدة إلا بعدما يكونوا قد استنفدوا كافة السبل الأخرى. ويوضح :"في أغلب الأحيان، يكلف مربو الكلاب حيواناتهم ما لا تطيقه. إبقاء الحيوانات مشغولة باستمرار، يجعلها تحت ضغط دائم ولا يتيح لها الاسترخاء. وبالتالي تتسم ردود أفعالها بالانفعال، على سبيل المثال، النباح أكثر من المعتاد على الكلاب الأخرى".
تقول فيرا مولر، الأخصائية التي تعمل في فرانكفورت، إن عملها يهدف إلى "مساعدة الحيوانات التي تعاني من أمور إشكالية أو سلوكية قهرية". ويتعين مراقبة الحيوان ومالكه أيضا.
وتلتقي مولر في البداية بمالك الحيوان من أجل التشاور معه. وتوضح :"يتعين أن أعرف ما إذا كان الكلب يعاني من مشاكل صحية؛ فهذا قد يكون هو سبب السلوك غير المعتاد". فالكلب عندما يكون يتألم يتصرف بصورة أكثر عدوانية. وعندما تكتمل لديها الصورة حول بيئة الكلب وحياته مع صاحبه يمكنها وضع خطة للعلاج.
الحال هو نفسه مع جينز بيير، وهو أخصائي من برلين. يقول بيير :"يكون دائما من المهم الاطلاع على الأوضاع على الأرض"، ويروي حالة سيدة اتصلت به وكانت قلقة جدا لأن كلبها ظل تقريبا دون نوم لعدة أسابيع.
يضيف :"عندما زرتها، لاحظت أنها تتلقى الكثير من الرسائل على هاتفها الذكي، مصحوبة كل مرة برنة قصيرة ... توصلنا إلى أن كلبها أصبح مضطربا جدا منذ حصلت على هاتفها الجديد. وفي هذه الحالة، كان الحل بسيطا. كان يتعين عليها اختيار نغمة أخرى أقل إزعاجا".
وتجدر الإشارة إلى أن مالك الكلب الذي يفهم حيوانه بصورة أفضل يمكن أن يكون أكثر هدوءا بشأنه. يوضح رييب :"بعض أصحاب الكلاب يعتقدون أن حيواناتهم تحتاج إلى نمط معين وأنه ينبغي منعها من أشياء كثيرة. أن تكون صارما ليس هو الأسلوب الصحيح"، فمنع الكلب باستمرار من إطلاق الأصوات والنباح سيجعله أقل شعورا بالأمن. سيشعر المربي بمزيد من الإنجاز إذا أعطى تحفيزا إيجابيا للحيوان، على سبيل المثال مكافأة إذا ما فعل شيئا صائبا.
وإذا ما اعتاد الكلب النباح على الزائرين، فعلى مالكه السعي لإيجاد روابط إيجابية مع الزيارة. فعلى سبيل المثال، عندما يرن جرس الباب، يُسقط المالك القليل من الطعام الشهي على الأرض.
وهناك بعض العلامات الواضحة التي يتعين على الشخص معرفتها تشير إلى ما إذا كان حيوانه يعاني من ضغط أو أن ما يكون مطلوبا منه أكبر من طاقته.
تقول مولر :"كثيرا ما أسمع من شخص أن كلبه، دون سابق تحذير، قام بعضه. عادة ما تظهر الحيوانات مسبقا علامات على التوتر"، ومن بين هذه المؤشرات اللهاث الشديد وشم الكثير من الأشياء أو الالتصاق بأشياء بعينها.
وتضيف :"بشكل عام، يجب أن يكون من المفهوم أن أصحاب الكلاب لا يمكنهم محو خوف أو عدوان الكلب. فالكلاب ليست آلات. ولكن بإمكانهم تبديل هذه المخاوف ومساعدة الحيوانات لتبني أنماط تفكير أخرى". وأحيانا تعود الكلاب لعاداتها السابقة."وهنا تكمن الحاجة إلى الصبر والاستمرارية".
ومن وجهة نظر بيير، فبما أن صاحب الكلب هو الأقدر على التعامل مع كلبه، فإنه يجب عليه تجربة أساليب أخرى.
ويضيف :"الاحتفاظ بمذكرات قد يفيد في مراقبة الحيوان بصورة أكثر دقة. ومن خلال تفاعل الشخص المكثف مع حيوانه، يمكنه التعرف بصورة أفضل على كيفية تعامله معه ومع بيئته. وشعاري: إذا فهمت كلبك، فإنه سيفهمك".