المدرسة المستنصرية:
هي من أهم جامعات العالم الإسلامي في العصر العباسي، وقد اكتسبت أهمية خاصة لتدريس اللغة العربية وعلوم الدين والفلك والرياضيات والطب والصيدلة وكانت تضم مستشفى خاص لتدريب طلبتها.تقع المدرسة في جانب الرصافة قرب جسر الشهداء وتطل على نهر دجلة ، لقد تم تشييد هذه المدرسة في عهد المستنصر بالله العباسي وسميت باسمه ، وهو الخليفة السابع والثلاثون الذي استمرت خلافته من ( 623- 640 هجـــــــري/ 1226-1242 م). اما بناء المدرسة فقد استغرق ست سنوات ( 625- 631هجري) وقد رصد لها العباسيون نحو ثلاثة أرباع مليون دينار ذهب. ولكي تؤدي مهامها فقد بلغت الأوقاف المرصد لها نحو مليون دينار ذهب تدر دخلا سنويا يساوي سبعين ألف دينار ذهب. بنيت المدرسة على تخطيط مستطيل تقريبا بطول 104.8 م وعرض 44.20 م جهة الشمال و 48.8 م جهة الجنوب ، وعليه تكون مساحتها الكلية 4836 مترا مربعا، إلا أن المساحة المغطاة بالبناء بلغت 3121 مترا مربعا إذ تتوسط المدرسة ساحة وسطية مساحتها 1710 أمتار مربعة تطل اواوين وهي عبارة عن وحدات بنائية تغطيها اقبية كبيرة وزخارف جميلة مفتوحة بكل اتساعها على الساحة. وفي المدرسة غرف لسكن الطلبة بطابقين وأماكن للدراسة ومكتبة كانت تضم نحو ثمانين ألف كتاب ، إضافة إلى صيدلية ومستشفى وبستان ودار للحديث وأخر للقران الكريم.ومن الناحية التاريخية اشتهرت المستنصرية بساعتها المتميزة التي كانت تحدد الوقت فلكيا ، فالى جانب تحديد الساعات كانت تعين مواضع الشمس والقمر في كل ان، الى جانب أعمال ميكانيكية طريفة كانت تؤديها أجزاؤها.