اهلين كريم... تسلم... بس هذا مو قلم هذا كيبورد وما اعرف وين مودينا ههههههه
اهلين كريم... تسلم... بس هذا مو قلم هذا كيبورد وما اعرف وين مودينا ههههههه
- توقفت اختي عند تلك الكلمة... الكلمة التي منعتهم المعالجة عن ذكرها... الكلمة التي كانت ستجعل والدي يخاصم و بحقد كل من يجرؤ على التلفظ بها... الكلمة التي لا أحد غيري يلام على قولها للآخرين... هم المؤمنين انها تصفني، لكنهم يمتنعون عن وصفي بها، بالمقابل انا أؤمن بيقين انها لا تصفني مطلقا... اختي هاجر لم تلفظ الكلمة، غير اني سمعتها ضمن كلامها.. قبل أن تجلس على سريرها الموازي لي و تكمل كلامها بلهجة أقرب للعتاب الحنون..
- سناء أنت "مريضة"... ارجوك.. لا يمكنك أن تستمري بفعل هذا... انت انسانة ناجحة، لكنك تمنعين نفسك من الاستمتاع بنجاحاتك.. كثر هم من يحلمون بأن يحققوا ربع ما حققته... كم لك من الشهادات في ذلك الدرج.. وكلها حصلت فيها على الامتياز.. كم من اتصال يأتيك يترجوك للعمل معهم لكنك تقطعين الاتصال دون أن تتكلفي أن تكوني لبقية ولو قليلا...
سناء فتاة ناجحة بمقياس الآخرين... لكن ماذا عن مقياسها... مقياسها الشخصي الذاتي اللانموذجي... مقياسها الذي يصدر أحكاما دون أدلة واضحة أو تبرير... هو فقط يخربها كلمة واحدة " وصلت" أو " لم تصل".. فيكون عليها أن تستمر بالمسيرة أو تسلك طريقا آخر... وكل الطرق كان فيها مئزر أبيض....
واصلت هاجر كلامها بحذر، لا تريد أن تقطع هذا الحديث، لاني لم أطلب منها الصمت، و لم اخرج و اتركها كما تتوقع، لهذا كانت متوجسة، لا تجد تفسيرا لردة فعلي الجديدة، لا تعرف إن كنت اتجاوب مع حديثها أو احضرها لقلب الطاولة عليها، هي فقط استمرت كمن يبحث عن مخرج آمن...
- سناء.. فقط كوني صريحة معي هل مازال هذا يتعلق بالمئزر الأبيض...
هاجر تعرف انه يتعلق به، الجميع يعرف هذا، حتى السيدة التي تنظف العمارة.. و سائق الحافلة البائسة و الخباز في نهاية الشارع و القائمة تطول.. لكن كما قلت لكم.. اختي تستمر فقط في التحدث، دون أن ترتب لما ستقول، لأن ذهنها سبق كلماتها و انشغل بتوقع خاتمة الحديث
- نعم.. انت محقة هاجر.. كان مئزره مرتب للغاية.. طياته دقيقة.. حتى اني في حياتي كلها لم أرى شيئا مثله في أي مكان..
ظلت هاجر تنظر إلي بدهشة، ثم في لحظة تداركت نفسها، سحبت ظهرها للخلف ثم للأعلى في حركة سريعة.. كما تفعل معالجتي حين اصدمها بسؤال يخصها لأهرب من جلساتها المملة...
- عزيزتي هاجر.. انت تعرفين اني لا اقاوم تأثير المئزر الأبيض، أمر لا يمكنني أن اتخطاه، ليس الآن على الأقل..
كانت عينا هاجر متسعتين للغاية، و غمرتهما اغروراقة رقيقة، فبدت و كأنها تضع عدسات بلون عيونها.. و بصعوبة كانت تحاول أن تجد الكلمة المناسبة لتستمر هذه اللحظة النادرة..
- ولكن...
- انت محقة... ولكن...
أطلقت ضحكة قوية و استمريت بكلامي
- و لكن ماذا لو كان صديقنا النجار قد أخذ المئزر من مكان لا نتوقعه ههههههه
- ههههههه
- حسنا... ما رأيك أن نجد شيئا مثل ذلك المئزر بطيات فريدة مثله.. ربما هذا سيجعلني اكتفي به عن دورة تعليم النجارة.. ما رأيك هههه
كنت مستمرة في مزاحي، لكن اختي بدت كما لو كانت جادة
- تريزا...
التعديل الأخير تم بواسطة ليديا ; 6/December/2017 الساعة 4:04 am
متابعة جداً ،، جذبتني كثيراً ، ربما الاولى من نوعها ، لم اقرأ بدايه ك هذه قبلاً ،،
مبدعه حقاً ، وافكارك واسعه ،،
ارى ان سناء تعاني من متلازمه ما ، فوبيا يربطها ب حادث قديم تدعي نسيانه لكنها لم تنسه فعلياً ،،
ربما مصابه بنوع من الاكتئاب او الامراض النفسيه ك هذا
انتظر التكمله وبشغف ، ارجو ان لا تطيلي كثيراً في فتره انزالها ف البعض يهوى ان يقرأ ب نفسٍ واحد لا منقطع ،،
- تريزا؟!
- تريزا مندوزا... بمسلسل ملكة الجنوب...
- حسنا.... وما علاقتها؟!!
- ترتدي دائما الأبيض معطف مميز و طريقة ارتدائها الأبيض فاتنة..
- إذن دعنا نكون تريزا مندوزا هههههه ضحكت و سكتت اختي وهي تنظر لي بتحفظ..
- هي زعيمة عصابة... عصابة متاجرة بالمخدرات..
- تريدين مني أن اصير زعيمة عصابة!!!!!!
- لا... لا... لا.... مطلقا.
- للأسف... كنت بدأت استصيغ الفكرة، مع مهاراتي السابقة لا ينقصني الا دبلوم نجارة لإبتكار وسائل اخفاء...
- إخفاء ماذا؟!
- جثث مثلا
ضحكت و لم تضحك اختي بل تضاحكت... لهذه الدرجة ترسخ في ذهنها اني مريضة و وضعي مزري للغاية؟!! لدرجة لا يمكنها أن تأخذ و تعطى معي بالكلام بأريحية... يضايقني هذا، لكن لا مجال للضغط عليه، إن سألتها أن تتغير سوف تتغير هي و الجميع، تحت بند راعوها لأنها مريضة... فيتغير السلوك طاعة للمنبوذ.... هكذا لن نحقق الحرية...
هل اخذتكم بعيدا؟!! لا تذهبوا بعيدا... في الوقت الذي توزعت فيه انا و اختي بين غرفة النوم و الحمام نرتدي ملابسنا، نستعد للخروج... تأملت نفسي..
نعم تلك الحادثة قبل سنوات، مازالت تلقي ظلامها علي، الجميع يقول اني لم استسلم، رغم أن سلوكي في عدم الاستلام كان مرضيا.... ظللت اتبع المئزر الأبيض، حيثما حل و ارتحل، حصدت الكثير من الشهادات و الجوائز، كنت الأولى دائما و من بعدي لا يستحق أن يكون التالي، حصلت على الكثير، لكني لم أحصل على ما أريد... الرضا و السعادة.... ربما كنت راضية، لكني لم أكن سعيدة، و حين تأتي تلك السعادة خلسة، يهرب الرضا و ينسحب كطيف خافت، ليحيي بداخلي لاأحقية لهذه السعادة،........
كثير من القرارت الوظيفية كانت تعود لتأثير تلك الحادثة، حتى اني احجمت عن ارتداء الحجاب حتى لا يقال تابت..... وماذا في توبتي؟! لا، لم أتب.... كنت المذنبة التي لم تلمس الذنب لكنها عوقبت مع ذلك بحزم....
كاني اعرف هده القصة او ان احدهم حكاه لي من قبل
عل العموم سانتظر بقية المذكرات.