صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 45
الموضوع:

مذكرات فتاة شبه عاطلة... حصريا على درر العراق

الزوار من محركات البحث: 73 المشاهدات : 1852 الردود: 44
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    تاريخ التسجيل: September-2011
    الدولة: في قلب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,181 المواضيع: 2,226
    صوتيات: 125 سوالف عراقية: 5
    التقييم: 13945
    مزاجي: هادئة دون حذر أو حماسة
    أكلتي المفضلة: طاجين الزيتون
    موبايلي: ذاكرتي الصورية
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 4

    مذكرات فتاة شبه عاطلة... حصريا على درر العراق إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع

    نظرت إلى السماء عبر نافذة المطبخ.. تحاول أن تتذكر ماذا قالت الأرصاد الجوية بخصوص الطقس هذا اليوم.... لتقرر إن كانت ستتحمل مشقة اخذ المظلة معها... لا فائدة، وعاء الذاكرة بمخها مخروق تماما...

    عادت بنظرها إلى الطاولة حيث خبز و مربي و حليب، بسرعة أخذت كأس الحليب.. سكبته و فتحت الحنفية ليختفي كل أثره.. لماذا فعلت ذلك؟! لانها لا تحب أن تشرب الحليب.. لماذا لا تتركه و شأنه... لا تعرف.. لم تصل لتقرر ذلك بعد.. تشعر أنه قرار يحتاج إلى شجاعة كبيره.. يشبه أن ترفض الفتاة في المجتمعات التقليدية ان تتزوج إبن عمها المسمية عليه منذ ولادتها...
    تفضل أن تفكر امها انها خرجت من البيت و بطنها مستند إلى كأس كبير من الحليب كامل الدسم...

    عند الباب لبست جزمتها...

    -" تبا.. . تمزق الخيط مرة أخرى.. لدي بديل لكني كنت ادخره لحين أغرق في كومة من الطين و احتاج الى رباط جديد كليا..."
    لا مجال لتغيير الحذاء، لأنه الحذاء الوحيد المناسب لهذا الجو...

    لماذا لا تحصل على حذاء جديد... ذلك قرار يشبه أن ترفض تلك الفتاة التي اخبرتكم عنها أن تتزوج من اي واحد من دمها و تقولها في الوجه...

    بالمقابل يمكنها أن تتخذ القرارت الشريرة لمح البصر.. لهذا قررت اليوم الا تخرج القمامة معها...
    نزلت السلالم.. كانت خيرة الكوسرجية تمسح السلالم... تتولى خدمة العمارات السبعة.. بعدها تجالس العجوز ربيعة الثرية الشمطاء بعد أن تخرج ابنتها للعمل... لهذا تبدأ عملها صباحا باكرا..
    سلمت عليها كعادتها دون ابتسامة.... لماذا؟! لأنها لا تعرف وجوه المارين الا من أصواتهم... تكفى نبرة صوت حية لتجامل هذه السيدة... هل تهتم هي حتى؟!

    وقفت منزوية عن المنتظرين... أتت الحافلة من بعيد.. تبدو كأنها كانت تدخن مئة سيجارة.. رائحتها الكريهة تلقى التحية على الجميع.. تجمع الناس و صعدوا.

    -"أجيد التسلل للحصول على مقعد في الزاوية ... دائما يمكنني الاستماع إلى الحديث الخافت الذي يدور في المقعد الخلفي... أنصت باهتمام شديد وكانني معنية جدا... "

    الحافلة مجانية... لهذا يمكنها أن تفتح النافذة حتى في عز الشتاء.. للحصول على بعض الهواء في أيام الحشر.. ودائما دوامها يحتم علها أن تعيشه مرتين في اليوم...

    بعد ساعة توقفت الحافلة.. فرغت يعني وصلت يعني رح تنزل...

    - هنا اعمل.... في هذا المستشفى البائس..

    #يتبع

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,930 المواضيع: 107
    التقييم: 1536
    مقالات المدونة: 1
    قصة حلوة

  3. #3
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    -"اعمل بالمختبر، براتب جزئي و عقد مؤقت"..

    الوظيفة التي رضيت بها حتى ترتاح من مهمة (البحث عن وظيفة) ... لا توجد وظائف للبحث عنها... الأصح هو مهمة (انتظار وظيفة) ذاك الانتظار المضني الذي يأكل من الطموح كما تأكل النار من الحطب.. ويجعله يركع و يركع و يركع حتى يلعق التراب...

    - ارتديت مئزري الأبيض.. لمحت انعكاس صورتي على زجاج الباب المقابل...

    شعرت بانقباض شديد، ضغطت على يدها داخل جيب المئزر، و دخلت مسرعة..

    - أكره لبس هذا المئزر السخيف، لماذا لا يجعلونا نرتدي لونا آخر..
    - مئزر بلون الجراحين مثلا؟!!!
    - حين تتهكم على طبيب و تدعي انك مثله، لما تحجم مع الجراح..

    حين يسيطر عليها الحزن.. تحديدا الحزن، تخوض في حوار جاد مع نفسها..
    ما الذي يجعل ارتداء المئزر الأبيض شيئا محزنا لها...
    ولماذا تجبر نفسها على عمل يشعرها مستهله بالحزن.... رفض ذلك يشبه أن تختار تلك الفتاة التي حدثتكم عنها زوجا آخر غير ابن عمها و يبدو أقل مستوى منه...
    الكثير من العمل اليوم، الرتيب، الممل، الخالي من الحياة.. تبحث عن أشياء لا تدري لما.. لكنه فقط طرفك و زاويتك..

    دقت ساعة منتصف النهار، سمعت دقا على نافذة، رفعت رأسها.. كان "كريم" خطيبها.. الطبيب المعالج بقسم السرطان...
    - تبا.... لم أتوقع أن يومي سيتصاعد في سوئه،
    - مرحبا "سناء".. سيارة امي معي ما رأيك أن نتناول غداءنا في المدينة هذه المرة بدلا من مطعم المستشفى...

    - لقد تحدثنا في هذا سابقا..
    - ما زلت لا تثقين في علاقتنا..
    - نعم... و انت وافقت أن تتولى مهمة حمايتها.. انا اتولي مهمة تحطيمها.. من ينجح منا هنيئا له..
    - انا أؤمن انك سوف تتغيرين.. وسوف تتمسكين بمشروعنا.. انت فقط تحتاجين إلى دافع...

    كريم لم يكن خطيبها و بن عمها فقط، بل كان زميل دراسة في جميع مراحلها، حتى السنة الأولى بالجامعة،

    #يتبع

  4. #4
    صديق مشارك
    الموسوي
    تاريخ التسجيل: October-2017
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 138 المواضيع: 2
    التقييم: 78
    مزاجي: راحه كافيه الحمد الله
    أكلتي المفضلة: الدجاج
    موبايلي: لابتوب
    آخر نشاط: 25/January/2019
    مقالات المدونة: 1
    القصه جميله

  5. #5
    UNKNOWN
    تاريخ التسجيل: January-2017
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 17,041 المواضيع: 346
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 32312
    آخر نشاط: 15/November/2020

    متابع

  6. #6

  7. #7
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    تسعدني متابعتكم جميعا.. حتى المارين صمتا
    انا هنا اترجل... و ارتجل..

    معكم سوف اكتشف أين ستقودنا الأحداث

  8. #8
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: July-2016
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1 المواضيع: 188
    صوتيات: 8 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 4972
    آخر نشاط: 31/December/2017
    مقالات المدونة: 4
    متابعه

  9. #9
    من أهل الدار
    آلُمْڄنْوُنْ
    تاريخ التسجيل: January-2017
    الدولة: في وسط الحطام
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 17,339 المواضيع: 292
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 5
    التقييم: 25518
    مزاجي: مشمئز
    متابع

  10. #10
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    - انا لست طائشة انا لست متذمرة.... نعم لا أحب وظيفتي، ولم احب اي من وظائفي التسع السابقة، لا أحب تخصصي ، لا أحب فطور الصباح، لا أحب حافلة النقل الجامعي المجانية، لا أحب مئزري الأبيض، لا أحب الخروج مع خطيبي، بل حتى لا أحب كونه خطيبي...


    حين قطعت نصف المسافة إلى المحطة بعد نهاية الدوام، تساقطت قطرات المطر على وجهها، تذكرت انها تركت المظلة في المختبر، سيتحتم عليها صعود تلك الكتلة لتعود إلى المختبر..
    - أفضل أن أعود سباحة للبيت على الصعود من جديد..

    توقفت سيارة أمامها، كان كريم، طلب منها أن تصعد بسرعة قبل أن تبدأ السيارات خلفه في الممر الضيق في الاحتجاج...

    - توقيت جيد...
    - كان عليك انتظاري، مررت عليك بالمختبر ولم أجدك، تعرفين ان معي سيارة اليوم..
    - هل قبضت راتبك الأول؟!
    - لا يوجد راتب اول، يوجد راتب ست أشهر الأولى سأقبضه مرة واحدة، وهذا أفضل سوف استفيد منه أكثر..
    - سيكون مبلغا كبيرا ولابد..
    - ليس بذلك الكبر..

    رفعت سناء نظرها إلى السماء... قطرات المطر تتصارع بجنون هاوية... ما الذي يجعلها متحمسة للسقوط هكذا.. هل لأنها تجهل مصيرها.. أم أنها راضية به، هل يعقل انها تحبه... تحب مصيرها..

    - أنا لا أحب مصيري هذا..
    - أنا آسف...
    إنتبهت سناء، نظرت إلى كريم فزعة...
    - لما انت آسف؟!
    - لأنك لا تحبين مصيرك..
    - هل..... هل... لكن هل سمعتني اقول انا لا احب مصيري هذا؟!!!!
    - قلت هذا لتوك..
    - تصورت اني قلته بسري... بيني و بين نفسي..
    - جيد انك ما زلت تشعرين أنني لست كيانا غريبا و تستطيعين أن تتحدثي معي و كأنك تتحدثين في سرك..
    - انا متعبة..
    - و انا ايضا.... انا متعب جداً، اتمنى لو انك تعودين كما كنت...

    التفتت مرة أخرى نحو النافذة بكامل جسدها، تحاول أن تمنع دموعها من السيلان.. لكنها لم تستطع و بدأت بالبكاء بصوت مرتفع....

    في هذا الوقت أشعل كريم المذياع، فهذا المشهد يتكرر كثيرا، و لا يستلزم حساسية أو تعاطف من اي نوع... يعرف كل منهما كيف تسير الأمور و كيف ترسوا في الأخير... بعد هنيهة كانت سناء قد اكتفت.. جففت دموعها و مسحت انفها و بدؤوا يتناقشون حول مشروع الطريق الجديد و كيف سيتسبب في تحويل عدد من المسارات بالمدينة و الطرق المؤدية إليها ....

صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال