النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

إليك عني !

الزوار من محركات البحث: 2 المشاهدات : 439 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,077 المواضيع: 1,813
    التقييم: 1567
    آخر نشاط: 1/June/2022

    إليك عني !



    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


    لاشك أننا نبالغ في تبسيط الأمر إذا قلنا إن ترك الدنيا والزهد فيها بالمفهوم الإسلامي الشامل الأعم هو مجرد الإقلال في الملبس والمأكل والمسكن , لأن ذلك لايعتبر محكا وحده على أية حال , إنما المحك الأهم هو أن يكون هذا الترك ابتداء من القلب , ويكون الزهد انطلاقا نت النفس , فلا معنى لجسد زاهد ونفسه طماعة ولا لسلوك معرض وقلبه راج متطلع ..

    إن ترك الدنيا إذن هو الشعور بأن متاعها في طاعة الله ولذاتها في القربى إلى الله , والعلو فيها هو الذلة إلى الله , والجاه فيها هو الفقر إلى الله .., ومن ثم حتى لو ملك الدنيا كلها لن تغر قلبه ولن تأسر نفسه .

    إن ترك الدنيا والزهد فيها إنما يتأتى بعدم التعلق بها وعدم انتظار متاعها, ولو جاء متاعها لم يبال به ولم يلتفت إليه, بل هو حاله لا يتغير إذا جاءه فقر أو غنى, فالمال في يده لا يمس قلبه, ويستوي عنده وجود المال وعدمه, ويستوي عنده مديح الناس وذمهم له, ويستوي عنده حصول الجاه أو عدمه.

    وللأسف فإننا نرى كثيرا من المتناقضات بين الناس في ذلك , فكثيرا ما نعلم رجلا قد تزهد في ملبسه وأمر الناس بالزهد فيها بينما هو مقيم على الصراع على جمع كل درهم , وآخر قد أهمل حال مسكنه طعامه وشرابه مدعيا الزهد بينما هو مقيم على امتلاك الأطيان والعقارات , وثالث ظاهره الزهد في الملبس والمأكل والمسكن لكنه طماع فيما في أيدي الناس من الخير, حاسد لهم كلما أصابتهم نعمة !!

    إن هذه الأمثلة وغيرها لا احسبها بحال تتفق مع زهد القلب الذي نتحدث عنه ولا مع حقيقة الأمر الإسلامي العظيم بالتقلل من الدنيا , إذ الطمع طمع القلب كما الغنى غناه ..

    على جانب آخر قد لا نجد معنى لما تحدث به البعض من معاني الزهد في الأعمال والوظائف , أو العلوم والدراسات , ولا التقدم والتكنولوجيا وغيرها , فكل هذا تتقوى به الأمة وتنتصر على أعدائها فتكون الدعوة إلى تركها كباب للزهد نوع من جهل بالغ .

    كذلك فللمال الصالح في أيدي الصالحين من المسلمين أثر بالغ الاهمية , وليس هناك معنى للزهد يتفق مع أمرنا الأغنياء الصالحين بترك أموالهم زهدا أو ترك تجاراتهم تقللا , بل ندعو الله لهم أن يكبر تجارتهم وتزداد أموالهم الصالحة إذ بها يساعدون الفقراء ويرحمون الأيتام , ويكفلون طلبة العلم , ويرفعون من شأن أمتهم بين الأمم , إنما شرطنا ههنا أن يكون المال صالحا وفي يد صالحة تخشى الله وتعلم حقه .

  2. #2
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: September-2017
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 9,861 المواضيع: 28
    صوتيات: 13 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1579
    شكرا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال