تسببت سلالة واحدة من الكوليرا في وقوع مختلف أنواع المرض التي ضربت أفريقيا وأمريكا في الآونة الأخيرة، واستطاع العلماء تحديد مصدرها.
وقال كبير الخبراء في منظمة الصحة العالمية دومينيك ليغرس إن هذا الاكتشاف يشير إلى أن إفريقيا وأمريكا لا يحتويان على مصادر دائمة للمرض، ويعني ذلك أن بالإمكان القضاء عليه. وأضاف أن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض الكوليرا يمكن أن يتقلص بحلول عام 2030 بنسبة 90%.
وأوضح الخبير أن لبكتيريا Vibrio cholerae نوعين، أحدهما كلاسيكي تسبب في وقوع غالبية الأوبئة خلال القرن الـ19، والآخر نوع معاصر أطلق عليه "الطور"، تسبب في وقوع غالبية الأوبئة منذ عام 1960.
وقد تم العثور على السلالة الجديدة لأول مرة عام 1905 في مدينة الطور المصرية. ويموت كل سنة نتيجة الإصابة بها حسب المعلومات المتوفرة لدى منظمة الصحة العالمية نحو 120 ألف شخص.
وبعد بحث جاد، كشف عالم الوراثة من معهد سنغر البريطاني نيكولاس تومسون وزملاؤه، الموطن الأصلي للمرض، بعد تحليل الحمض النووي لنماذج الكوليرا التي تسببت في وقوع الأوبئة الكبيرة في إفريقيا وأمريكا على مدى 50 عاما مضت.
وتمكن العلماء من جمع 700 نموذج من الميكروبات وفك شفرة حمضها النووي. ثم قاموا بالمقارنة بين جينوم تلك البكتيريا ونماذج الشفرة الوراثية لسلالات بكتيريا Vibrio cholerae التي كانت تعدي الإنسان دون أن تتسبب في الأوبئة بأوروبا وآسيا.
واتضح أن الوباءيْن الكبيرين في أمريكا اللاتينية، اللذين وقعا عامي 1991 و2010، و11 وباء للكوليرا انتشرت في أفريقيا، تسببت بها جميعا سلالة واحدة للميكروب الذي ولد على شاطئ خليج بنغال وغيره من مناطق جنوب وجنوب شرق آسيا.
وقال تومسون إن كل تلك الأوبئة جاءت مباشرة من آسيا، لأن جينومها مماثل عمليا لجينوم الميكروبات الآسيوية.
وأشار علماء الوراثة إلى أن هذا الاكتشاف يسمح للعلماء والأطباء بكشف مصادر الأوبئة ومكافحتها بنجاح عن طريق متابعة سلاسل انتشار الميكروبات في العالم كله، بناء على ظهور طفرات في الحمض النووي للبكتيريا