اليتيمة والورود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقف مجموعة من الاطفال يحملون الورد بالوان زاهية شتى منها الاصفر والاحمر والوردي والبنفسحي وغيرها وينتظرون توقف ااقطار في محطته قبل الاخيرة حيث يحمل جنودا يمضون الى الجهاد في سببل الله يوصلهم الى ساحة الشهادة حيث ﻻ عودة الى دار الدنيا.
يبتاع كل الاطفال ورودهم باثمان مختلفة وعلى اناس مختلفين ويمضون الى اهلهم فرحين مسرورين ولكن من بينهم فتاة صغيرة تبلغ من العمر ثمان سنوات تحمل باقة من الورود ﻻ تبتاعها ولكنها تتحرك بعد رحيل الأطفال نحو ااقطار حاملة الباقة في يمينها وتتخطى الأيادي اامشرعة من قبل كافة المتطوعين بالقطار الذين يلوحون اليها راغبين ان تهديهم باقتها ولكنها تسعى بينهم بثبات غتختار واحدا منهم وتهبه هذة الباقة .
فكان من تهبه ااباقة يستشهد في رحلته وﻻ يعود الى اهله وكانها تختار الشهداء من بين الجموع ولكون المتطوعون جميعا تواقون الى الجنة والى الشهادة زاد ولعهم جميعا بمعرفة قصة هذة الطفلة ومن تختار في كل مرة .
وذات مرة وكالعادة جاء القطار واودعت الفتاة الباقة الى صاحبها وهمت بالعودة لينطلق القطار كعادته وقبيل الانطﻻق استوقفتها امراة وهو تقول ..
يبنتي الحبيبة منذ سنتين وانني تاتين الى المحطة وتوزعين الورود على امل ان يعود والدك من الجبهة ولكنه لن يعود فقد استشهد وانقضى الامر يا عزيزتي وياثمرة فؤادي ويا روحي التي بين جنبي استحلفك بالحسين اﻻ ما ارحتي نفسك وارحتني من هدا الالم الذي يعتصرني ويعتصر قلبك وتهوني عليكي فقد ساءت حالتك وزاد مرضك وكلما خرجت ترقدين بالفراش .
اجاب الطفل ..
اذا لم تاتي ابي الي فﻻ اتوقف عن انتظاره او اسافر اليه
ضمتها اﻻم الى صدرها ومضيتا نحو البيت وعلى وجنتيهما اثر الدمع.
مضت الليالي وعاد القطار في ليلة برد قارص وظلمة حالكة واصرت الصغيرة على ان تنتظر اباها وان توزع الورود كعادتها بائت محاوﻻت الام الموجوعة لاعتدتها وثنيها عن رايها بالفشل فمضت نحو المحطة بعد ان البستها امها رداءا شتويا واعطتها قنديﻻ تنير به دربها وما ان خرجت من اابيت حتى مضت خلفها تراقبها علها تحرسها من اي مكروه يصيبها
ولما تاخرت الفتاة عن العودة الى اابيت خرجت الام نحوها محاولة ارجاعها الى المحطة على اﻻقل لكن الصغيرة ابت وكانت عﻻمات اابرد واضحة على وجهها.
عادت الام الى المحطة وعاينت الساعة واذا القطار قد تاخر عن وقته نصف ساعة واستمرت اﻻام تراقب الصغيرة فغلب عليها النعاس وهومت عيناها بالنوم لحظات ورات في منامها ان القطار فد توقف ونزا من القطار رجل امسد بيد ابنتها وصعد بها الى القطار وهو يقول هناك رجل ينتظرك وسيسره ان تركبي معنا وركبت الصغيرة وتنقلت مع اارجل بين العربات فوجدا الرجل ااذي يبغون واذا هو والدها .
فزعت الام من نومها نظرت الساعة واذا قد مضت ساعتين ونظرت نحو ابنتها واذا تراها جالسة وملتفة بغطائها ركضت نحوها وبعد ان امسكت بها عرفت انها فارقت ااحياة .
فكم من منتظر يمضي حياته بالانتظار