الماضي ومَن سَلفْ والتأريخ ومَن حَرَّفْ لم يسطيعوا أن يقتلوا رجلاً قد خطَّ سيفهُ صفحات المجدِ والإباء وأعلن عن ثورةٍ في قفار الأرض لكنَّها اجتاحت العالم بأسره بدروس التضحية للعقيدة التي أسس أساسها جده النّبي الأكرم (ص) وانبرى بين الجموع ليُعلِنَ عن مولدِ التأريخ مع أخيهِ الذي أصبح الان رمزاً من رموزِ الشّهامة، فلم يلبث حتى قضى قرب شاطئ الموت ورايةُ أسدِ خيبر تلوحُ في سماء الطف مع رأسهِ، ورمحٌ كالبُراق لكنَّه لم يسطع حملَ ذلك الجَّسد فاكتفى بحملِ رأسٍ قد مسَّ عنانَ السماء،
((عجباً لِمَنْ عرجَ السّماء بِرُمحِهِ & وعلى القنا جابَ البلادَ مُرتِّلا))
قصَّةٌ قد يقول البعض إنّها من نسجِ الخيال بأن أُمّةَ محمدٍ قتلت ابن بنت محمدٍ لكنَّها قِصَّةٌ مات مَنْ فيها وعلى الصعيد دوّن أحداثها الدّمع واكتفت الدِّماء بأن تغفو على سيفٍ لم يجد غِمدَهُ إلا في جسد الحسين (ع) ، وعَطَشٌ أشتَدَّ على السيوف أكثرُ ممن في خيام الحسين (ع)
((عَطَشَتْ سيوفُ أُميَّةٍ فبهِ ارتوت & شُهِرت وأضحى غِمدُها ذاكَ البَدَنْ))
ففي كلِّ عام يدوّن التأريخ أنَّ ملحمةَ الطّف ما اندثرت وما آنَ لأحدٍ أن يُخمِدَها وإنَّ أرواحَ الملايين قبلَ اجسامهم تأوي عند قبر سيد الشهداء(ع) فهنيئاً لِمَنْ يلتَحِق بركبِ سفينةٍ رست على عرش الخلود ورُبّانها رأس الحسين (ع) وشعارها:
((أ يزيــدُ لــن تنجو بِقــتلِ حُسيننـا & وَلِذِكرِنا واللهِ لم تمـــحُ وَلَنْ))
كلمات وأبيات
#حسن_الجزائري