تتعدد الاضطرابات التي يعاني منها المراهقون؛ نتيجة لحساسية المرحلة، وكلما قرأ المراهق عن المرحلة التي يمر بها، استطاع تجنب المشكلات الناتجة عنها

نورد لكم في هذا التقرير بعض الاستشارات التي ترد لمركز الاستشارات في موقع لها أون لاين، والحلول المقترحة من قبل مستشاريه، علماً بأنه من الأمور المبشرة بالخير، أن تقوم فتيات في مثل هذا العمر بطلب المشورة والمعونة وهذا دليل على نضج منهن، ورغبة قوية في تجاوز المشكلات التي تمر عليهن.

أعاني من ضعف التركيز وتشتت الأفكار
فاطمة فتاة تبلغ من العمر 15 عاما، تعاني من تشتت التفكير، وضعف التركيز وحالات اكتئاب وحب للعزلة، رغم أنها كانت فتاة اجتماعية، وذات مستوى تحصيلي عال، ومرحة ومحبة للحياة والناس، لكنها تغيرت من عام واحد تقريبا، فقد حدث لها الكثير من المشكلات والصدمات المتتالية، وعلى إثر ذلك تدهور معدلها الدراسي، وقلت صداقاتها، وأصبحت تلجأ للعزلة كمتنفس وماتت حيويتها وانطفأ نشاطها عبّرت بالقول: "فأصبحت أكثر موتا مني للحياة".

تقول الأستاذة رفعة طويلع المطيري ـ أخصائية نفسية ومستشارة أسرية وتربوية في مجال العلاج النفسي ـ : "إن الظروف الاجتماعية تؤثر سلبا على المهارات الشخصية وحيويتك النفسية.. لذلك دائما نحن نعمل جاهدين على تحسين الظروف الاجتماعية سواء للفرد أو المجتمع".
وبرسالتك ذكرت أنك تعرضت لصدمات وظروف عزلتك عن الآخرين وأثرت فيك، هنا أنا أقول لك: لا تستسلمي، بل كوني الأفضل وجابهي وتكيفي مع الحياة.
إن كنت تشعرين بحالات اكتئاب وبكاء، فأنصحك أن تتوجهي لأقرب عيادة نفسية، ولا يوجد ضرر لو صرف لك الدكتور مضادا للاكتئاب.
اعتبريها مثل حبوب الفيتامينات، واعملي على صقل شخصيتك من الداخل، وتأهلي نفسيا لكيفية حل هذه الظروف أو تجاوزها بأقل الخسائر.
عزيزتي: الحياة جميلة والعمر الذي أنت فيه الآن أجمل.
فلماذا التقوقع على الذات والحزن، ابتهجي وافرحي, كوني كالوردة المتفتحة، واسق نفسك من العلم النافع، والتزود بالمعرفة والاقتران بالصحبة الصالحة؛ لتطمئن نفسك وتهدأ روحك.
ضعي لك خطة وهدف مستقبلي، يجعل منك فتاة ناجحة وقدوة حسنة لأقرانك، الرضا عن النفس والثقة بالنفس، ابحثي عن دورات والتحقي بها. ولا تسمحي لأحد أن يكدر صفو حياتك.
وأتمنى أن تعيشي بسكينة واطمئنان بظل رقي فكرك والقيم الإنسانية السامية.

أما الأستاذة رانية طه الودية "مستشارة نفسية وتربوية"
فتشرح للسائلة طبيعة المرحلة العمرية التي تمر بها، تقول: إن مرحلتك العمرية تصنف على أنها مرحلة المراهقة؛ والتي يحدث فيها تغيرات في كافة النواحي الانفعالية والجسمية والعقلية، و.. وذلك كله لتولد شخصيتك وتتشكل بشكل متكامل.
ومع هذه التغيرات تصبح لديك تقلبات مزاجية مختلفة، قد تُشعرك أحياناً بالضيق ونوبات بكاء مع كثرة التفكير في أمور كثيرة، وفي المشكلات من حولك، وكل ذلك حتماً يسبب لك ضعف التركيز وفقدان وعدم الاهتمام ببعض الأمور من حولك كالمدرسة والصويحبات.
والحل يبدأ بتفهمك أن هذه التغيرات أمر طبيعي، لكن عليك أن تحاولي السيطرة على تبعات التغيرات، فلا تسمحي لبعض التقلبات المزاجية أن تدخلك في عزلة. بل ساعدي نفسك بالاهتمام بالصديقات في المدرسة والأهل والأقارب في الأسرة، فذلك يحد من العزلة، ويقلل من الأفكار التي تزعجك وتحرمك الأنس مع من حولك.
في البداية قد تحاولين الانخراط مع من حولك، والاهتمام بهم والتقرب إليهم ولو بتكلف. لكن بعد فترة وجيزة يصبح لديك الاهتمام بمن حولك وتولد الرغبة.
وحاولي من الآن تأجيل أي فكرة تأتيك، وذلك بالتحدث بصوت مسموع: "توقفي لن أفكر فيك الآن، وسأعمل على تأجيلك لساعة كذا".. وهي ساعة تختارينها كل يوم تعملين على التفكير في كل ما يزعجك ويقلقك، وكل المشكلات التي لم تجدي لها حلاً إلى الآن.. لمدة لا تقل عن نصف ساعة. وهذه الطريقة تساعدك على حصار أفكارك المزعجة، والتخلص منها وتعيد لك تركيزك.
لا تقلقي عزيزتي فأنت بخير، فقط أعط اهتماما لنفسك ومن حولك، واستعيدي مكانتك الاجتماعية وستكونين كالسابق بإذن الله.

أعاني من الخجل في المدرسة وأخجل من المعلمات!

أما بروق 16 عاما فمشكلتها في خجلها، وهي معاناة تعيشها في المدرسة إذ تخجل من المعلمات، وتطلب المساعدة لتخلص من خجلها.

الأستاذة ميرفت فرج رحيم ـ المتخصصة مجال علم النفس الاجتماعي ـ تصف لـ " بروق" ما تمر به، تقول: ما تعانين منه هو الرهاب والخجل الشديد، ومعظم من يعاني من ذلك يتصور أشياء خاطئة جدا، والأمر يحتاج العلاج بالتجاهل من الموقف والمواجهة أيضا حتى لا يحدث المبالغة في مشاعرك تجاه المدرسات، وحينما تحدث المواجهة، فسوف تحدث بعض التغيرات الكيميائية مثل الارتجاف وسرعة ضربات القلب. كل ما عليك فعله هو ممارسة الرياضة الجماعية.و مشاركه الأهل والأصدقاء في كافة المناسبات.
من الممكن أن تشتركي في عمل أو نشاط خيري وهذا سوف يساعدك كثيرا.
عليك بالتحدث للمعلّمة خارج الفصل وحاولي أن تشرحي لها ما تشعرين به وأخبريها بذلك.
عليك بعمل تمارين الاسترخاء لمدة 45 دقيقة يوميا فهذا سوف يفيدك كثيرا.
عليك بالقيام بشراء الاحتياجات من خارج المنزل وذلك للتعامل الاجتماعي مع الآخرين فسوف يساعدك أيضا..
ويمكنك الذهاب إلى الطبيب سوف يعطيك بعض الأدوية التي تفيدك في علاج الخجل بجانب العلاج السلوكي الذي ذكرته لك..

لا أحب نظرة الآخرين لي بأنني خجولة!
بيبو 19 عاما أيضاً تعاني من الخجل ولا تثق بنفسها وترى أنها ضعيفة الشخصية، ولا تحب نظرة الآخرين لها بأنها خجولة وتريد أن تثبت للآخرين أنها شخصية قوية وحقانية وتفرض على الناس احترامها وفي نفس الوقت تريد أن تكون محبوبة لدى الآخرين ولا تريد للخوف أن يتملكها عند الناس ومواجهتهم، وتريد أن تكون متفائلة وإيجابية بمعنى الكلمة

وترى الأستاذة أروى درهم محمد الحداء "مستشارة نفسية واجتماعية بموقع لها أون لاين أن في تساؤلات بيبو دلالة على طموحها العالي، تقول: "رسالتك تتمحور حول الشخصية وقوتها وأثبات وجودها أمام الأخرين، ومثل هذا الأمر قد ينتج عن عدم الرضى عن الشخصية الحالية وهذا بحد ذاته طموح جيد يدل على بعد النظر وأن الشخص ذو طموح عالي .
عزيزتي..
الشخصية: هي مجموعة السلوكيات التي يكتسبها الإنسان والتي بها يشعر بأنه مختلف عن الآخرين.
وهذا هو جل ما تمحورت رسالتك حولها، وما أعجبني في رسالتك رغم صغر سنك هو اتزانك فأنت تبحثين عن شخصية قوية وفي المقابل تريدين بأن تكوني محبوبة لدى الآخرين.
أنت ما زلت في سن مراهقة وفي هذا السن يكثر الهاجس وتتكرر الأفكار التي تحدث الشخص عن إبراز نفسه وشخصيته، وهذه المرحلة هي مرحلة الانطلاق لتكوين الشخصية وقولبتها، فتكوين الشخصية تكون في هذا السن وما بعده لا يكون إلا كالذي يبحث عن شيء كان بحوزته وفقده.
عزيزتي..
قوة الشخصية قد تكون وراثية وقد تكون مكتسبة وفي الغالب تكون مكتسبة بتعلم المهارات والخبرات والتجارب التي تكسب الشخص قدرات تنمي الشخصية وتقويها, لذا يتطلب على الشخص الذي يطمح لتكوين شخصية قوية أن ينتبه لأمور كثيرة منها :
- الثقة بالنفس: فصاحب الشخصية المهزوزة الذي لا يثق بنفسه ولا برأيه لن يكون يوماً ما ذو شخصية قوية ومؤثرة.
- عليك بالقراءة وكثرة الاطلاع لما لها من دور في اثراء ثقافتك العامة.
- تقبل النصح والنقد البناء الذي بدوره يطور الشخص، وليس النقد المثبط.
- التركيز عند اتخاذ القرار .
- المحافظة على القيم والأخلاقيات وحسن التعامل مع الآخرين.
- تقمص دور القائد.
- المبادرة وعدم التهرب من المسؤولية.
- اتركي التطفل على الآخرين واكتشفي عيوبك بنفسك.
- المشاركة في التخطيط ووضع الحلول.
وغيرها كثير ولكن في حال طبقتها ستشعرين بشخصية مميزة شخصية قوية شخصية مؤثرة ومحبوبة.