المراهقون في حاجة إلى الشعور بالانتماء للشعور بالرضا عن هويتهم. أولئك الذين ليس لديهم ـ حتى ـ عدد قليل من الأصدقاء المقربين، فغالبا ما يعانون من العزلة، وانعدام الأمن، وضعف الصورة الذاتية.
وتتشكل هوية الكثير من المراهقين من خلال الناس الذين يقضون أغلب أوقاتهم معهم؛ لأن هؤلاء الناس غالباً ما يعكسون مصالح ومعتقدات مشابهة. إن المجموعات الإيجابية تساعد على التنمية العاطفية والنفسية والصحية من خلال الشعور القوي بالانتماء.
الانتماء الإيجابي:
المراهقون الذين يجدون مكانا آمنا في مجموعة معينة مع أولئك الذين تربطهم مصالح مشتركة بهم، أكثر عرضة للشعور بالانتماء الإيجابي، والتي يمكن أن تؤثر على الخيارات والعلاقات على مدى الطريق. وفقا لموقع Education.com[1] احترام الذات والثقة بالنفس المكتسبة إيجيابيا من كونها جزءا من مجموعة تحتوي على القيم الجيدة؛ بإمكانها تقوية المراهق طيلة حياته.
يمكن للمراهقين الذين يقضون وقتا مع أناس يشاركونهم اهتماماتهم، أن يشكلوا مصدر إلهام لكافة أفراد جماعتهم، لتحقيق الأهداف الهامة في الحياة.
النعم الاجتماعية:
المراهقون الذين لديهم الشعور بالانتماء إلى جماعة معينة، يتعلمون دروسا قيمة من التفاعل الاجتماعي داخل هذه المجموعة. ويذكر مقال في موقع (AgWeek.com2): "جماعات الأقران في سن المراهقة، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي". ويكشف أن المراهقين يتعلمون تقييم أنفسهم على أساس أقرانهم. فبإمكان المراهقين الذين هم جزء من مجموعة لديها أهداف وتأثيرات إيجابية، اكتساب الثقة في الأوساط الاجتماعية، من خلال تعلم قيم التعاون من أجل مصلحة المجموعة.
ضغط الأقران:
إن المراهقين الذين ينتمون إلى مجموعة إيجابية - وتبادل الشعور بالانتماء مع أعضاء المجموعة - غالبا ما يكونون أكثر قدرة على مقاومة ضغط الأقران السلبي من مصادر خارجية من هؤلاء المهمشين. يمتلك هؤلاء المراهقون شعورا قويا بالثقة بالنفس. وفي موقع BodyandSoul.com.au3 يشير مقال: "أهمية الصداقات في سن المراهقة" إلى أهمية مساعدة الآباء للمراهقين في اختيار الأصدقاء، أو مجموعات الأقران التي لها تأثيرات إيجابية عليهم. يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم في اختيار أصدقاء لهم تأثير إيجابي عن طريق التطوع في المجموعات التي هم فيها، والتعرف على أقرانهم. فمن خلال معرفة المجموعات التي ينتمي إليها المراهق، يصبح بمقدور الأهل مساعدتهم في التعرف على الخصائص الإيجابية، وتقييم العلاقات التي تستحق استمرارها وبناءها.
الروابط العائلية:
على الرغم من أن الارتباط العائلي لا يظهر على المراهق، ولكنه يحتاج إلى الإحساس بشعور أعمق بالانتماء في عائلته. فإن الشعور بالانتماء يشكل الأساس بالنسبة للمراهق، وعلى الرغم من أن المراهق يقضي الكثير من الوقت مع أصدقائه، إلا أن معرفته أنه يوجد له كم من الحب والتقدير في المنزل، يمنحه الكثير من الثقة.
ويمكن للأهل تشجيع الانتماء في العائلة لدى المراهق عن طريق تناول وجبات الطعام معا عدة مرات في الأسبوع، والتخطيط لليلة عائلية. أو الذهاب إلى مطعم معا، واختيار الأنشطة التي تشجع على التواصل، فيفهم المراهق أن آرائه محل تقدير واهتمام ولها قيمة.
التواصل السلبي:
إن المراهقين الذين لا يشعرون بالانتماء بين العائلة والأصدقاء، سوف يبحثون عن الحميمية بطرق غير صحية. فالمراهق يتلهف للمودة والشعور بالانتماء، وعلى الرغم من أنه سوف يبدأ في تجربة علاقات خارج العائلة ومع الأصدقاء المقربين، فإن الآباء بحاجة إلى المحافظة على البوصلة الأخلاقية لطفلهم. وتوصي ماركهام بترك الأطفال يعرفون أنه بإمكانهم الاعتماد على الآباء عاطفيا، حتى يصبحوا جاهزين للاعتماد على أنفسهم. ويتم ذلك عن طريق إعطاء المراهق الفرصة لاتخاذ بعض القرارات التي تتناسب مع عمره بشكل مستقل عن أهله ودعمهم له في هذه العملية. إن الاستماع والتعاطف سيساعد على تأكيد شعوره الانتماء، في حين يعمل هو على بناء ثقته بنفسه.