عرضت على مجموعة، لوحة فنيه تجسد صورة وردة، ذات لون شفاف زاهٍ.
تفتحت أوراقها وتساقطت على اﻷرض ورقة منها.
طلبت من المجموعة: التأمل في تلك اللوحة، وكتابة مشاعرهم تجاه تلك الصورة.
البعض نظر إلى تلك الوردة بشفافية وشعور متدفق وعاطفة. وعبر بحزن حيال سقوط بعض أوراقها على اﻷرض، وتصور نفسه مكانها.
والبعض منهم صنف الوردة على أنها: الجمال، اﻷمل، والتفاؤل. وتوقدت مشاعرهم بحسب رؤيتهم ونمط شخصياتهم.
جميعنا لديه حس شعوري، وتفاعل وجداني سلوكي. وهو خلاصة اندماج جهازنا الهرموني بجهازنا العصبي. وهما يشكلان الشخصية؛ ولأن اﻹنسان كتلة من المشاعر واﻷحاسيس، فإنه يؤثر أو يتأثر إما سلبا أو إيجابا بحسب تكوينه النفسي.
فالشخص الحساس مثلا لديه عاطفة مختلفه عن اﻵخرين، وقد يتألم ويصعب عليه التكيف مع محيطه. ويشعر دائما بالحزن واﻹحباط.. إلا أن بداخله روحا تشعر باﻵخرين، يحزن لحزنهم، ويفرح لفرحهم، ويحذر من إيذائهم. وهو سهل المران إذا عاملته بحب واحتواء وتقدير وتشجيع.
في المقابل فإن المتفاءل والذي نظر للوردة بجمال روحه الشفافة، فهو ذاك المحب للحياة. تراه فرحا مسرورا، منبسط السريرة. يملأ قلبه الرضا، مطمئنا قرير العين.
يرى مستقبله أفضل من حاضره، ويسعى لتحقيق هدفه، متوكلا على الله بروح ترى الخير في كل اتجاه.
كلتا الشخصيتن الحساس والمتفائل جاذبتان.
إلا أن المتفاءل لديه طاقة إيجابية. وتوافق عقلي ونفسي. هانئ العيش مطمئن النفس. يحسن الظن بالله، سباقا للخير. كذلك كان نبي اﻷمة. يعجبه الفأل الحسن.
أما الحساس فإنه تميز بعاطفة الصدق.
وهي صفة طيبة إن كانت في الخير، وقد كان عمر بن الخطاب يمر باﻵية، وهو يقرأ فتخنقه العبرة، فيبكي حتى يسقط . ثم يلزم بيته يعاد، يحسبونه مريضا. وهذا شعور متيقظ الضمير..الذي أحس بآيات الله وتفكر فيها.
المتفاؤل روحه بيضاء، تملؤها سعادة أما الحساس قيمة نفسه عالية، لكنه يحتاج إلى الاحتواء والحب. وإلى اﻷمن النفسي والسلام الداخلي، والتشجيع وتصحيح بعض المفاهيم داخل نفسه. بالنظرة اﻹيجابية للأمور؛ كي يحقق التوازن النفسي.
(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)سورة الرعد 11.
واﻹيحاء الذاتي بأن نرى الحياة مطلة بالخير مزهرة. تخلق من داخلنا نورا، يضيء في الحياة عطاء وإشراقا.
فالورد في حقيقته جمال.