لها أحلام كبقية بنات جِنسها، بيد أنها في لحظةٍ ما استشعرت أنها ترغب في لفت الانتباه، وجدت لنفسها ذلك حينما حاولت قَلب فِطرتها وأصبحت بين أنثى و ذكر!
أُطلق عليها مُسمى (بويه، مسترجلة، جنس ثالث)!
وجدت ذاتها محطاً لأنظار من حولها، اخشوشن صوتها، تغير لِباسها، مشيتها أصبحت كما رجل يباعد بين رجليه و يفرد يديه بطريقةٍ توحي لخشونته، شعرها قـُصر!
كل هذا العناء لتكون كرجل!
والحقيقة أنها بلا هوية.
كيف لفتاة أن يكون لها عشيقةٌ من بنات جنسها!
المرأة للمرأة (أم و أخت و صديقة) فقط، فمن أين أتت تلك العشيقة؟
كيف لإحدانا أن تعايش بنت مثلها 'كعشيق'!
تهوي لها بمشاعر وتصرفاتٍ مُخلة!
وتلك المسترجلة في غاية سعادتها، وكأنما نسيت هويتها الحقيقة!
ورغم تلك المحاولات إلا أن بداخل تلك البوية (أنثى) تتطلع لتُزهر، عايشتُ مُبدعات ظلموا أنفسهن تحت ذلك القناع
كيف لهنّ أن يجعلن ما يحيط بهن من ظروف أو ما يواجهن أو ما يرغبن شماعةً لتلك الخطيئة العظيمة!
ليست الظروف حـَبلاً يلتف حول عُنقها، ويجرُها نحو قص شعرها والتشبه برجل، وماذا بعد؟!
هل حلت ما يواجهها بذلك التصرف؟
ليس هناك ضياع أعظم من طمس الهوية الحقيقية، نجدهن محيطات بِنا، الأشد ألماً أنه يتواجد من بين تلك الفئة
صغيرات! في مرحلة الطفولة المبكرة.
لا نبحث عن عقوبات تُصدر لردعهن، فما هُن فيه بحد ذاته عقاب.
الأولى أن يكون هناك دراسةٌ متعمقة؛ لحل تلكَ الظاهرة، والحد من انتشارها، بطرق تربوية من المختصين في ذلك الشأن.
وجَبَ على كل من له دور في هذا المجتمع أن يحتويهن، الكل مسؤول، الجميع له دور.
مدرسة، جامعة، دار، مؤسسة.......
هُن أمانة بين يدي كل من له قُدرة على أن ينتشل تلك الخزعبلات و الأفكار المنغمسة في عقولهن، وإن تنازل أحدنا اليوم سيكون الغد عليه، 'أخته، ابنته ......'
فقط نحتاج أن نقف معاً لنعيد تلك الهوية لحقيقتها.