هل للأخلاق زمن محدد في التعامل؟ هل لها مدة وتنتهي صلاحيتها؟ أو وفق المظهر والمنصب والدرجة العلمية، وأيضا على حسب النسب والحسب؟
هل التعامل الراقي فقط لمن تتوفر فيه بعض هذه الأمور أو أحدها على الأقل..؟!
كارثة إنسانية أن يكون تعاملنا على هذه الأسس الدنيوية، وللأسف هو واقع نعيشه، مؤلم أن ينتشر ويتفشى في جسد المجتمع؛ ليكون هو أشد فتكا من أي فايروس؛ لأنه نسأل الله السلامة والعافية معدي وسريع الانتشار.
منظر محزن عندما قالت: نحن في زمن يحتاج منا أن نكذب من أجل المجاملة، ونحب من أجل المال والمنصب.
ثم ختمت: ولى زمن الطيبين والطَّيِّبَات.
المرض الذي تفشى في المجتمع هو بفساد القلب، فقد تملك القلب حب الدنيا؛ لذا جند جنده من الجوارح من أجل محبوبته ورضاها عنه، حتى سقط في الظلم وأكل المال بغير وجه حق والإسراف.
قال صلى الله عليه وسلم: "الحلالُ بيِّنٌ، والحرامُ بيِّنٌ، وبينهما مُشَبَّهاتٌ لا يعلمُها كثيرٌ من الناسِ، فمَنِ اتقى المُشَبَّهاتِ استبرَأ لدينِه وعِرضِه"متفق عليه.
وجاء في بقية الحديث أيضا: "ألا وإن في الجسدِ مُضغَةً: إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلبُ"
سلامه قلبك ورقته ولينه تدنيك من ربك، وتصلح جسدك وتصلح نيتك.
فإن نتاج سلامه القلب صلاح النية والتوفيق للعمل الصالح، وإن من يحرم على النار وتحرم عليه النار الشخص رقيق القلب الرحيم بكل ذي قربى ومسلم.
وإن من أصناف أهل الجنة أقوام أفئدتهم كأفئدة الطير.
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)سورة الحشر 10.
اسأل الله صلاح قلبك؛ لأن زمن الطيبين والطَّيِّبَات باقٍ، والعاقبة لهم في الدنيا والآخرة.