الصدق نقاء يتجلى في الروح المؤمنة المتوقدة خيرا.
وهو الشفافية والوضوح والخلق الوضاء، دون زيف وغموض وتدنيس وخداع.
وهو -أي الصدق- سمة المؤمنين صادقي الضمائر، مخلصي السرير، متيقظي الحق، الثابتين عليه.
والصدق في حقيقته:
استقامة ومنهج رباني يتحلى به صاحب الشخصية المتزنة، الذي أيقن أن الفضيلة والتقوى في قول الحق، والباعث عليه الصدق.
ثم إن الصدق سلوك بشري، ذو نفع عظيم. تأتي معه البركة والرزق والطمأنينة النفسية وانشراح الصدر.
والصدق من صفات الله تعالى. وصفة نبيه الصادق المصدوق (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)سورة النساء 122.
وأصدق الصدق: صدق النية مع الله، وهذا يرجع إلى اﻹرادة الباعثة على اﻹخلاص في الحركات والسكنات واﻷعمال واﻷقوال.
والصدق دليل اﻹيمان، لباسه ولبه وروحه (لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ)سورة الأحزاب 24.
والصدق لباس التقوى، وحقيقة اﻹنسانية الصادقة. أصحابه يتمتعون بوافر من الحس المتيقظ. تركوا المحظور وفعلوا المأمور. فكان حظهم في الدنيا إشراقات نور تُرى على وجوههم. وفي اﻵخرة لهم بإذن الله قصور في الجنات.
وإذا ذكر الصدق ذكر معه إمام أهل السنة والجماعة، أحمد بن حنبل رحمه الله، صادق اﻹيمان والعزيمة، فقد تعرض ﻷذى المعتزلة وفتن بخلق القرآن، لكنه ثبت على عقيدة أهل السنة والجماعة. بأن القرآن كلام الله؛ حتى نجاه الله تعالى وجزاه بما صبر، أن جعله إماما ﻷهل السنة والجماعة.
كذلك كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، خلقه الصدق. وعرف بالصدق. وعندما بويع أبو بكر للخلافة قال: (يا أيها الناس إني قد وليت عليكم، ولست بخيركم. فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني.. الصدق أمانة والكذب خيانة).
المرء ليس بصادق في قوله، حتى يؤيد قوله بفعاله.
فإن صدق قول اللسان.. صدقت معه الجوارح.
والصادق تعلو منزلته في مجتمعه، ويعظم قدره بين الناس؛ لحسن ظنهم فيه وإحسانه إلى ربه.
ونحن اﻵن على إقبال شهر الخير والبركة.
نصدق العزم من التجرد من كل خطيئة، واﻹقبال على الله بحسن القول والعمل. وأصدق الناس وخيرهم من يتحرى مواطن العبادات، ويبتهل إلى الله باﻷعمال الصالحات. يتذكر أن رمضان إشراقة جديدة للنفس المؤمنة.(عليكُمْ بالصِّدقِ فإنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البِّر)جزء من حديث شريف رواه مسلم.
والبر كثرة الخير، ودرجة عظيمة لا ينالها إلا فضل عظيم.