عندما تنسج لي الشمس خيوط النور، تتبدد بها كل الظنون، وتفزع خفافيش الظلام، وتهوي في هاوية لا قرار لها، عندها أسمع صرخاتهم ليظهر الحق في زمن القوه والعزم.
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ)سورة الصف8.
يشهد هذا الجيل حالة من الشتات وضياع الهوية، وتخبط لا يعلمون الى أين يسيرون!!
بين فكر يدعو إلى الحرية والانفلات، وآخر إلى الغلو والتشدد والتكفير. نصبوا عقولهم الفارغة على المنصات؛ لإصدار الأحكام، وتبني أفكار فاسدة، سرعان ما تنشر الداء. فإلى الله المشتكى.
ولا استقامة لهذه الأرواح إلا بالتمسك بكتاب الله تعالى، وسنه الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى على كل منصف عاقل جهود هذه القيادة الحكيمة، وما توليه لخدمه كتاب الله تعالى، والسنة النبوية الشريفة.
إن العقول أوعية، وخير ما تنشغل به هو الكتاب والسنة، دراسة وحفظا وتدبرا وتأسيا.
أفراد أججت عواطفهم، فأصبحوا سلاحا في يد الأعداء، يَرَوْن سفك الدم قربا، حتى لو كان أباً أو أخا!!
من المؤلم أن تكون عقول أبناءنا غير محصنة، وأعظم حصن هو ما أخبر به الصادق المصدوق، فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي" (رواه مالك مرسلا، والحاكم مسندا من حديث ابن عباس، وإسناده حسن، كما بين الألباني في السلسة الصحيحة).
إن العلاج هو العودة بعقول هذا الجيل، وإلزامهم من خلال التعليم العام، لننعم بجيل واعد، ونفوس أبية.
مرت بِنَا أيام نخشى من الابن والجار والأخت، بل وصل بِنَا الحال أن نمسك برؤوسنا خشية أن نهلك بهذه الأفكار الفاسدة التي تدعو إلى إثارة الأحقاد، وتشتت الشمل، وتفرق الصف؛ ليضعف البنيان، يزعزعه أمنه، حتى بلغ بهم الأمر إلى تخويف المصلين في بيوت الله! أي صلاح هذا؟؟!!
يا سيدي نعلق بك كل الآمال، ونتشبث برداء حلمك وحزمك، فقد انفرطت القلادة في بعض البيوت، وضاع ما كان حول الرقبة،
يا سيدي عقول أبناءنا غرقت، فقد أصبحت لا تنكر منكرا ولا تعرف معروفاً.
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ) سورة النور ٥٥.