تقلصتْ مساحاتُ الإبداعِ، وأصبحتْ الهيمنةُ الإلكترونيةُ هي التمثيليةُ السائدةُ! ونحن الجمهورَ الذي يصفقُ هاتفاً يداري ما تبجحتْ بهِ تلكَ الوسائلُ.
لم ولن يغلقَ ستارُ تلكَ المسرحيةُ.
بل إن مساحةَ العرضِ في ازديادٍ، وفي كلِّ يومٍ يتأهلُ إلى الميدانِ برنامجٌ يتهافتُ الناسُ عليه بشغفٍ، تُشفِقُ عليهم منهُ، حتى غُيبت العقولُ، واندثرتْ معالمُ التميزِ والابتكار. وأصبحتْ الإتكاليةُ على تلكَ الصحوةِ الإلكترونيةِ المميتةِ هي العنوانُ السائدُ والحكايةُ المتداولةُ.
لستُ هنا لأُوجهَ أصابعَ الاتهام أو لألقيَ اللومَ، أو حتى لمجردِ الانتقاد.
إنما لأتلمسَ الجرحَ، علَّ هناكَ من يداويهِ.
فيلتئمَ ما انفتقَ منهُ، وليتداركَ أولئكَ ماهم فيهِ.
حتى توافدَ الجميعُ على أحداثِ تلكَ المسرحيةِ الأليمةِ، ليكملوا الحكايةَ. وليثقلوا كاهلَ عقولهِم بآخرِ صيحاتِ ما يسمى بوسائلَ التواصلِ الاجتماعية. التي بصدقٍ أن يقالَ عنها: وسائلَ التنافرِ الاجتماعيةِ!
فغدتْ ويلاتُها تفوقُ بنسبةِ الضعفِ ما كان مرجوا منها.
فلا تكادُ ترى إلا تصويراً محبكاً للأحداثِ الحياتيةِ اليوميةِ الأسريةِ. وهلمَ جرا وبسيناريو يُضفي عليها جواً من المتعةِ.
ثم، يتسابقُ الكلُ على أرضِ الميدانِ ليعرضَ مسلسلهُ اليومي. ولا تسلْ بعدها عن الحقيقةِ المرةِ.
وفي الحلقةِ الأخيرةِ: تختلطُ الأوراقُ وتتشابكُ الآلامُ، فإذا نارُ المشاكلِ تستعرُ! ثم يتساءلُ البعضُ أنى لنا هذا؟
قلْ هو منْ عندِ أنفسِكم.
شُوهتْ الصورةُ وحدثَ الخللُ؛ بسببِ سوءِ الاستخدام، وإلا فهي نعم أخشى أن تتحولَ إلى نقم، فحينئذ ولا حين مندمِ وإني من هنا. أرفع رايتي وأوجهُ بوحَ قلمي.
لعلَ في القومِ من يستجيبَ.
ولنا في السابقين عظةٌ ومن الواقعِ عبرةٌ.
فالقصصُ كثيرٌ، وسمعنا ما أبكى قلوبنا وفطرَ أفئدتنا.
مجتمعي العزيزُ:
لقد آنَ الأوانُ ليعي كلٌ منا أهميتَه في صنعِ الفارقِ ورسمِ خارطةِ التغييرِ.
فكلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيتِهِ
لنغيرَ مسارَ تلكَ المسرحيةِ، ولنصوغَ سيناريو الإبداع بعقولٍ ينيرُ زواياها التميزُ، فتهدي للعالمين خيرا، وللأنام خلقا و هديا.
فلتكن تلك الوسائلَ ربيعا يناغمُ حياتنا، ولتتجددَ النفوسُ بشيء يرسمُ لها طريقا رائعا، فتغدو حياتنا متألقة، عنوانُها حي على الفلاحِ، وسطورها يا قومنا أجيبوا داعي الله.
وختامها ادخلوها بسلام.