"السعادة": كلمة تلمس قلوبنا، ونعيش ننتظر الإحساس بها، وإدراكها، ونسعي للوصول إليها، وقد تكون بجانبنا أمام أعيننا، ولكن لا نجدها ونعيش طوال حياتنا نبحث عنها، وعلى أمل إدراكها في يوم من الأيام، ولكن دون جدوي، وقد يجدها البعض ويلمسها ويعيشها في مواقف وأشياء يحبونها، أو في بعض الأشخاص المقربين لهم، فجميعنا نريد السعادة، نريد أن نعيش لحظة منها.
عند ربط السعادة بالمرأة، نجدها في كلمة واحدة، هي: "الرجل"، أو هذا ما تعتقده الكثير والكثير من النساء! فيمكن القول: إن هذا ما تربت عليه الفتاة في المجتمع الشرقي، أن سعادتها تنحصر في وجود الرجل، أياً كان هذا الرجل، فهناك العديد من الرجال، فمثلا هناك رجل يبحث فعلاً عن سعادة المرأة، ورجل آخر لا يبحث عن السعادة إلا لنفسه، ورجل ثالث لا يبحث عن السعادة، سواء له أو لغيره، فلذلك لا يمكن الاعتماد الكامل على الرجل في تحقيق السعادة.
فقد نرى أن طبيعة المرأة، تختلف عن الرجل في الإحساس بالسعادة، فالمرأة ترى سعادتها الكاملة في الرجل، أما الرجل فقد يرى جزءاً من سعادته في المرأة!
إذاً فلماذا تظلم المرأة نفسها، عندما تنحصر سعادتها في وجود الرجل، لماذا؟؟
فلماذا لا ترى الفتاة جانبا آخر من السعادة، قد يملئ قلبها بدون رجل؟؟ فقد تكون السعادة في منصب كبير أو مال وفير، أو حياة كريمة، أو طموح يتحقق، أو حياة اجتماعية مستقرة، أو القرب من أشخاص تحبهم. وغيرها من الجوانب الإيجابية التي تساعد على تحقيق السعادة.
فلماذا تعتقد المرأة أن سعادتها تنحصر في وجود الرجل في حياتها في كل شيء يخصها؟ في المكان الذي يجمعهما معاً، في الابتسامة التي تتقاسمها معه في اللحظات الحزينة والسعيدة التي تعيشها معه.
ولكن هل تدوم هذه السعادة كثيراً؟ هل تظل المرأة سعيدة لوقت طويل؟ لا نستطيع النفي أو الإثبات في تحقيق السعادة، أو في استمراريتها، فهناك فعلاً بعض الرجال يحقق السعادة الكاملة، وهناك بعضهم، وهو الأكثر لا يعرف طريقاً للسعادة.
"ولهذا"
انتبهي أيتها الفتاة، فقد يكون الرجل هو سبب تعاستك، وحزنك، ودموعك، قد يكون هو المحور الرئيس لتحقيق كل الأسباب التي تجعلك حزينة. قد لا تبدعي في حياتك أو في عملك. قد لا تستطيعي تحقيق طموحك. قد لا تصلي إلى أهدافك. قد لا تكوني مستقرة. وأيضاً قد لا تشعرين بالأمان الذي تبحثين عنه.
انتبهي ولا تضيعي أيامك، بدموع تنهمر من عينك، تجعلك لا ترين ولا تعيشين أياماً جميلة، أو لحظات سعيدة، أو مواقف قد لا تتكرر.
انتبهي، فالأيام تجرى، ودموعك تسيل، ولا جدوي من البحث عن السعادة البعيدة، التي لا تستطيعين الوصول إليها.
لا ترهني عمرك بمفاهيم عادات وتقاليد خاطئة، فالرجل هو جزء من السعادة، وليس كل السعادة.
امرحــي، أبدعــي، اضحكــي. فاليوم الذي يمضي من عمرك، لا تستطيعين إعادته مرة أخرى.
"حبي حياتك، وعيشي كما تريدين أن تعيشي، وإذا لم تجدي شخصاً يحاول إسعادك، كوني لنفسك هذا الشخص، وأسعدي نفسك فأنتِ تستحقين هذا".