ياسمينة الدار العطرة التي يداعبها الهواء العليل، فترقص منتشية بعطرها الذي انتعش على إثره البيت، وعاد فتياً، وتألقت أرواح ساكنيه في طمأنينة وانشراح.
تلك النبتة التي يهوى الجميع اقتنائها في منازلهم؛ لجمال مناظرها، وطيب اهتزازها ملموس الأثر، كأنها للحياة مفتاح وانتعاش.
ألم تر ذاك القمر في علاه، الذي يرقب البشرية أجمع، فيسمع همساتها، ويرى أفراحها وآلامها؟! لكنه لا يخبر أحداً عما يراه ويسمعه، يترك الجميع شكواهم عند النظر له ، فيسمعهم كلهم دون بوح منه، هذا القمر بإنصاته للكل، اكتسب حبهم، وزاد بذلك تألقاً وروعة.
فكن قمراً يلجأ محبوك إليك، عند حاجتهم، تُسعدهم وتُفرح قلوبهم، وتكون صندوق همساتهم المغلق.
وفي ذلك قال المفكر الإسلامي سيد قطب في كتابه أفراح الروح: "إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، و بقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين، نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية".
لذا كن عيداً بمرآك، يصبح الغير سعيداً، واجعل ابتسامتك دواءً لمن احتاجها، وانثر بجمال عينيك طاقة إيجابية، تشحن بها همة غيرك، وامدد يدك صاحبة العطاء، واحمل قلباً حنوناً يتمتع بخاصية الـ O ولا تغلقه أمام غيرك، و أعط ولا تنتظر عطاء من أحد، فعطاؤك لغيرك هو عطاءٌ ذاتك بحاجة له.
روحك المنطلقة والمعطاءة: احملها معك في كل مجالسك، ولا تبخل بها على من حولك، ابتسامتك المشعة، هي معبر للفرح والانطلاق تنعكس، وترى أثرها على ثغر الآخرين، تحمل معها إيجابية جميلة، تكون عدوى طيبة، دعها تنطلق من مبسمك، وترتسم على وجوه الآن، فتتألق أنت.
ولا تنس كتفك، دعه متكأ لاستراحة من حولك، ويدك الحانية ربت بها على ظهورهم، وصوتك الهادئ رنّم به أسماعهم بطيب حديثك، وأفضل نصائحك لينتعشوا مثلك، وينطلقوا للحياة من جديد.
واحمل بداخلك رسالة "أنت خُلقت للبهجة"، فبصمتك المبهجة تُحيي قلوباً، وتُـنير دروباً وترسم أملاً للغير.
واعلم أن الحياة اتخذت من الدائرة شكلاً هندسياً، يمثلها دون سواها من بقية الأشكال، وذلك يعني أن ما تقدمه لابد يوماً أن يعود إليك، كون نقطة البداية هي نقطة النهاية في الدائرة، بخلاف الأشكال الأخرى ذات الزوايا، التي تمنع من ديمومة الأشياء واستمراريتها، وفي ذلك يقول الله تعالى: "وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا"النازعات30.
أنت وصفة طبية كُتبتَ في روشتة الأطباء لعلاج من حولك.
أنت فيتامين بشري، يُنصح بالاقتراب منه على الدوام، لرفع المعنويات، وتعديل النفسية وازدهار القلب، بياسمين التفاؤل العبق.
أنت فصيلة الـ O صاحب العطاء والإيثار.
أنت القمر في احتوائه والياسمين في انتعاشه.
أنت الغير.
رد مع اقتباس