الاختلاف في الحياة بين الأشخاص شيء جميل، يعبر عن تمايز الناس، وتمايز شخصياتهم، فبعضهم يفضل من الفاكهة: البرتقال، والبعض الآخر يفضل نوع آخر، والبعض يفضل في ملابسه الذوق الكلاسيكي، والآخر في ذوقه عصري يحب الموضة واتباعها، ولولا اختلاف الأذواق لما نفدت البضائع كما يقول المثل الشعبي.
ولذلك فإن الاختلاف الذي خلقنا الله عليه رائع، يعبر عن كل شخص من خلال اختياراته وسلوكه وتصرفاته في المواقف المختلفة، وغالباً ما يظهر الاختلاف بشدة إن لاحظنا ذلك، ودققنا في كل شخص، فالأخوات مثلاً رغم أنهن من الأب والأم نفسهما، ويعيشان في بيت واحد، ويتلقيّن التربية ذاتها، ومع ذلك نلاحظ أن كل أخت تختلف بطباعها وشخصيتها عن الأخرى، فنجد أخت تتصف بالهدوء وأخرى بالشغب الدائم، أخت تتسم بالتنظيم، وأخرى بالفوضى وعدم الترتيب. أخت مجدة، وأخت مسوفة، أخت حيوية، وأخت خاملة. وهذا ما قد يولد الخلاف بين الأخوات.
فمن المعروف: أن الاختلاف هو غير الخلاف، فالخلاف هو وجود مشكلات بين الأخوات، والاختلاف محمود، أما الخلاف فهو مذموم وغير مرغوب به، وللخلاف بين الأخوات عدة أسباب، سنقوم بتوضيحها من أجل تلافيها قدر الإمكان؛ ليعم الاتفاق والانسجام بين الأخوات طيلة حياتهم.
أسباب الخلاف في الأخوات:
1 - التمييز بين الأخوات من قبل الوالدين:
يعد هذا السبب في مقدمة الأسباب، لما له من كوارث على الأولاد، فعندما يقوم الأب أو الأم بالتمييز والتفريق بين الأخوات، وتفضيل واحدة على أخرى، فهذا سيولد الكراهية بين الأخت المستبعدة من الحب والاهتمام، وستكون في تأهب واستعداد في أي وقت للعداء والخلاف مع أختها؛ بسبب إحساسها بالرفض من قبل الوالدين وتفضيل أختها عليها.
2 – تسلط إحدى الأخوات على أخواتها:
قد تتسم شخصية أحد الأخوات بالتسلط، وقوة الشخصية؛ مما يجعلها توجه الكثير من الأوامر على أخواتها، والتعليمات بسبب شخصيتها القوية والقيادية. الأمر الذي يجعل الخلاف ينشب بين الأخوات؛ بسبب فقدان التحمل من قبل أخواتها الأخريات ذوات الشخصية الأضعف منها.
3 – عدم تدخل الأهل بين بناتهم
كثيرا ما تقع مشكلات بين الأخوات؛ بسبب أمور تافهة لا معنى لها، وبالطبع سوف يكون الصواب مع إحدى الأخوات، ومع ذلك لا يقوم الأهل بالتدخل بين بناتهم، فيجب في هذه الحالة قيام الأب والأم بالتدخل بينهم؛ لمعرفة الخلاف وتوضيح الصواب من الخطأ، وذلك بهدف توعيتهم وبهدف حثهم على الترابط الأخوي، ومحبة بعضهم بعضا، بعيدا عن الخلاف الذي ربما يفرقهم للأبد.
4- الاختلاف في الطباع
كما ذكرنا سابقاً، تختلف الطباع بين أخت وأخرى؛ وهذا قد يسبب بعض المشكلات، حيث إن الاختلاف قد يجعلهن لا يتشاركن الاهتمام ذاته، أو طريقة التعامل مع الأمور اليومية التي يتعرضنّ لها، وقد ينتج الاختلاف عن اختلاف المرحلة العمرية والأمور المرتبطة بها، وهنا على الآباء أن يتحدثوا لبناتهن، ويشرحن لهنّ أن الاختلاف لا يفسد للود قضية، وأن هناك مزايا لهذا الاختلاف، إذ قد يجعل الحياة مختلفة، وكل يشد الآخر لطبعه، فيعيشون متعة التجربة في عوالم أخرى.