أظهرت دراسة قام بها باحثون من الولايات المتحدة الأمريكية أن ممارسة الطفل للسلوك العدائي تجاه أقرانه، قد ارتبط بضعف الأداء الأكاديمي والمهني في مراحل لاحقة من حياته.
وكان باحثون من جامعة ميتشغان الأمريكية قاموا بتحليل بيانات أخذت من دراستين أجريت إحداهما في فنلندا والأخرى في الولايات المتحدة خلال عقد الستينيات، تضمنت الأولى عينة تألفت من 369 طفلاً فنلندياً، فيما شملت الأخرى 856 طفلاً أمريكياً، وقد قارب متوسط أعمار جميع الأطفال الثمانية أعوام.
واعتمدت الدراستان أسلوب تقييم سلوك الطفل من خلال طرح الأسئلة على زملائه في الصف، حيث طلب إلى تلاميذ الصف تقييم الفرد، موضع البحث، إن كان محبوباً ويرغبون بمصادقته، أم أنه ممن يبادرون إلى افتعال الشجار بهدف إيذاء زملائه.
وقد جرى تتبع أحوال جميع الأفراد خلال فترة الدراسة التي استمرت لما يزيد على الثلاثة عقود، وذلك بهدف تقييم الأداء الأكاديمي والمهني لهؤلاء الأفراد لدى بلوغهم الأربعين.
وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها دورية "علم النفس التطوري" في عددها الأخير، إلى أن الأطفال ممن تميز سلوكهم بالعدائية والعنف، كانوا أصحاب إنجازات متواضعة على الصعيدين الأكاديمي والمهني. في حين ارتبط السلوك الإيجابي لطفل الثامنة، بإنجازات متقدمة في كلا المجالين في مراحل عمرية لاحقة.
وينوه الباحثون إلى أن نتائج الدراسة قد لا تنطبق على جميع الأطفال ممن هم في سن الثامنة، إلا أنها تقدم مؤشرات على ارتباط السلوك العدائي عند طفل الثامنة بضعف الأداء الأكاديمي لديه في المستقبل، الأمر الذي سيؤثر في الإنجازات التي يحققها على الصعيد المهني.
ويعلق في هذا الشأن إيريك دوبو المختص في علم النفس من "معهد جامعة ميتشغن للبحوث الاجتماعية"، وعضو فريق البحث، قائلاً: "تؤكد نتائج الدراسة على الحاجة إلى التدخل المبكر بهدف مساعدة هؤلاء الأطفال ممن يتصفون بالعدائية". كما يضيف "إن وجود هذا النوع من السلوك في المراحل الأولى من حياة الفرد، قد يتسبب بمشكلات في الجانب العاطفي، وهي ستؤدي بدورها إلى فشل الفرد دراسياً ومهنياً في مراحل عمرية لاحقة".
ويؤكد الباحثون أهمية تنبه الوالدين للسلوك العدائي للطفل تجاه الأفراد، وذلك بهدف مساعدته على ضبط نفسه والتحكم بسلوكياته، وهو ما قد يستمر تأثيره لسنوات مقبلة.