التحنيط ذلك السر الغامض على مر السنين والاعجاز الفريد الذي مازال الفراعنة يتحدون به علماء العلم الحديث بكل ما يحيط بهم من تكنولوجيا وتقنيات حديثة اوصلتهم لادق التفاصيل في شتى العلوم ولكنهم عجزوا عن اماطة اللثام عن بعض اسرار التحنيط.
عملية التحنيط هي ببساطة عملية تجفيف تام للجسد سواء كان انسانا او حيوانا وذلك للحفاظ عليه من التحلل وهو ينسب الى قدماء المصريين أكثر من 3000سنة ق .م .ورغم وجود التحنيط في دول اخرى عديدة الا انه لم يكن ببراعة الفراعنة .
ومن المعروف بان الغاية من التحنيط عمد اليه الفراعنة لحفظ الجسد سليماعند الانتقال لحياة اخرى بعد الممات وهذا ماتعنيه كلمة(قار )
الفارسية والتي اشتقت منها كلمة التحنيط.
كيفية التحنيط:
ان المومياء التي نعرفها بشكلها الحالي تمر بمراحل عديدة ومعقدة لتصل الى صورتها المعهودة (جثة ملفوفة بالقماش الكتاني) ومن الثابت انه يوجد عدة طرق عمد اليها الفراعنة لحفظ موتاهم بالتحنيط وهي غالبا تستغرق 75 يوما تبدأ منذ لحظة الوفاة ,من هذه الطرق :
- طريقة اولى:
يعمد الى تنظيف الجثة مرتان وتطهر ويستخرج منها المخ و الاحشاء الداخلية والقلب ويوضع مكانها بعض مواد التحنيط وتملح الجثة بملح النطرون وتربط بأربطة كتانية منقوعة بالصمغ وتلف بالجلود للحفظ واما المستخرجات فتعامل معاملة خاصة حيث يعمدون الى معاملتها بالنطرون وتوزع على اربعة أواني تسمى (الأواني الكانوبية) ولكل إناء اسم منفرد يحمل اسما أبناء حورس وهم :إمست ,حابي,دامتيف,كبحسنوف. وكل إناء مختص بعضو حيث يوضع الكبد مثلا بإناء إمست وإناء حابي للرئتين اما المعدة فلها إناء دامتيف والامعاء توضع بإناء كبحسنوف.
ويستعمل شمع النحل لإملاء بعض الفتحات كالأذن والعين والانف واماكن شق البطن بالأضافة لمواد أخرى كثيرة منها البصل ونشارة الخشب وثمار العرعروالقطران ونبيت النخل وبعد هذه المراحل تصبح الجثة اقرب الى هيكل عظمي مكسو بالجلد المصفر ويوضع قناع على الوجه حسب مكانة الميت (من الذهب أوغيره )وبعد لف الجثة بالجلود توضع بصناديق خشبية (توابيت)وكان الميت يوسد بشكل القرفصاء وهي وضعية الراحة بالنوم للدلالة على ان رحلة العالم الآخر اشبه بالنوم حسب المعتقد الفرعوني وسيصحى منها في العالم الآخر ويرفق مع الميت بعض كتب البردي التي تحمل الدعوات والسير وهو مايسمى قديما( تعاويذ الخروج نهارا )واصطلح على تسمية الكتاب بكتاب الموتى حديثاومن المعروف بأن الكاهن كان يقرأهذا الكتاب على الميت .
- طريقة ثانية:
هي بطبيعتها لا تختلف كثيرا عن الاولى ولكن لا ينزع القلب ويعمد الى استخراج الدماغ بكلابات من فتحة الانف وتنزع الأعضاء الطرية الرخوة القابلة للتفسخ ويحشى مكانها الكتان المعالج بمواد خاصة اما باقي الاعضاء فتوضع بالاواني الكانوبية التي اسلفنا ذكرهاومن ثم يغمر الجسد لمدة معينة بالنطرون ويدهن بعدها بمواد دهنية وزيتية وعطرية ويحشى الجسد بالرمل تحت الجلد ليكون اقرب للشكل الاصلي.
لقد استعمل الفراعنة مواد كثيرة في عملية التحنيط منها زيت الارز والعسل والبخور والكتان والشمع وغيرها كثير.
ان معتقد الانتقال من الموت الى الحياة مرة اخرى(البعث)آمن به الفراعنة وكان هذا المعتقد هو الدافع لتطوير عملية التحنيط بالصورة الاعجازية التي وصلت الينا فيها والتي استطاع علماء العصر الحديث فك بعض رموزه دون الرموز الاخرى.