منذ عشرين عاما و ربما أقل أو أكثر ظهرت شبكة الانترنت في حياتنا و في بيوتنا وفي أماكن عملنا و يقول بعض الزملاء والأصحاب : أصبح الاعتماد على تقنيات الانترنت في العالم كبير جدا
حيث يقول البعض اليوم لا يمكن أن أعيش بدون انترنت.
المهم الآن السؤال التالي:
ماذا يقول العلم حول التأثيرات الفعلية لاستخدام الانترنت على طريقة عمل العقل البشري؟
قرأت كتابا مهما حول الأمر وسألخص ما ورد فيه وأشاركه مع أخوتي وأصدقائي العرب والسوريين من خلال موقعي في الحوار المتمدن وبعض المواقع الأخرى التي ننشر فيها ونشرف عليها لا سيما قسم المرصد الإداري في المنتدى العربي لإدارة الموارد البشرية الذي يديره الصديق العزيز من مصر الشقيقة السيد أحمد نبيل فرحات والأخ الصديق محمد أحمد اسماعيل.
لقد أشارت عشرات الدراسات التي أجراها علماء النفس وعلماء الأعصاب والمربون ومصممو الويب إلى نفس الاستنتاج ألا وهو :
انه عند الدخول إلى الانترنت يدخل الإنسان إلى بيئة تشجعه على القراءة السريعة والتفكير المشتت والتسرع والتعلم السطحي فمن الممكن التفكير بعمق في أثناء تصفح شبكة الانترنت مثلما يمكن التفكير بسطحية في أثناء قراءة الكتاب ولكن التكنولوجيا لا تشجع على مثل هذا النوع من التفكير.
فهنالك شيء واضح جدا وهو أنه نظرا إلى الليونة التي يتميز بها الدماغ البشري فإنك لو كنت على وشك ابتكار وسيط يعيد تركيب شبكة الدوائر الالكترونية الكهربائية الجديدة في الدماغ البشري لتصبح أكثر سرعة و دقة قدر الإمكان .
فربما ينتهي بك المطاف إلى تصميم شيء يشبه ويعمل مثل الانترنت فالمشكلة ليست في ميلنا إلى استخدام الانترنت بانتظام ولكن في تقديم الانترنت للمحفزات الحسية والمعرفية المتكررة والمكثفة والتفاعلية التي تسبب تغيرات قوية وسريعة في الدوائر الكهربائية في المخ ووظائفه
لذا نعتبر الانترنت اليوم إحدى أقوى التكنولوجيات المسببة لتغيير العقل وهي على أقل تقدير تعتبر المؤثر الأكثر قوة.
- يمضي معظمنا من سن 15 حتى سن 50 أو أكثر نساء أو رجال ) بضع ساعات يوميا على الأقل على شبكة الانترنت وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك بكثير و نكرر في أثناء ذلك الوقت نفس الإجراءات مرارا وتكرارا و عادة ما يكون ذلك بسرعة عالية و غالبا ما يكون استجابة للمنبهات التي يتم تلقيها عبر الشاشة أو مكبر الصوت و تكون بعض هذه الإجراءات ملموسة قبل الضغط على لوحة مفاتيح الحاسب أو الهاتف المتحرك
- كما نستخدم أصابعنا لكتابة النصوص على لوحات المفاتيح الحقيقية أو الافتراضية في أجهزة البلاك بيري أو الهواتف النقالة المتطورة.
الوقت المهدور في الانترنت
- يعتقد البعض أن الوقت الذي يخصصه لاستخدام الانترنت يتم استقطاعه من الوقت الذي كنا نقضيه في قراءة الصحف و المجلات والكتب ومشاهدة التلفزيون و هذا صحيح تماما حيث أصبحت المطبوعات الآن الوسيط الأقل استخداما
- و بشكل عام أقول أن الانترنت سلاح ذو حدين حيث له فوائده الكبيرة و زاد استخدامه على نطاق واسع و أحدث ثورة في بيوتنا و أماكن عملنا و مدارسنا و في كل مكان حولنا
- و هنا أنصح كل الأصدقاء و هنا أنصح كل الأصدقاء إلى استخدام ( الفيسبوك) شبكة التواصل الاجتماعي_ بشكل ايجابي_ اي كتابة المقالات و تدوين الآراء و تبادل الرأي و العثور على المعلومات و التعبير عن أنفسنا و فكرنا و التحدث مع الآخرين بلغة حضارية لأنه لا أحد يمتلك الحقيقة وحده.
- أخيرا أقول أن تأثير الانترنت تأثير كبير و دائري في كل مناحي الحياة و يجب جعل الانترنت شعبيا في كل مناطق سورية الاستثمار في هذا الحقل الهام.
- ولا بد من إستراتيجية وطنية لاستخدامات الانترنت في التعليم و التربية و الإدارة والخدمات الحكومية حتى نستطيع فعلا إنجاز خدمات الكترونية تمهيدا لإنجاز بوابة أو حكومة الكترونية توفر للمواطنين خدمات سهلة سريعة غير مكلفة و أنه من العيب و العار أن تقدم السعودية وقطر و الامارات أكثر من /400/ خدمة الكترونية و نحن لا زلنا نراوح في المكان و نقصي الخبراء وأصحاب الكفاءة و الفكر التطويري و نهمل الشباب المتحمس المبدع و نتركه يهاجر في الداخل والخارج.
- لا يمكن الاستغناء عن العناصر البشرية الكفوءة التي تمتلك سويات علمية عالية و تأهيل و تدريب عالي و لديها معارف و معلومات وأبحاث ذاع صيتها في أرجاء الوطن الوفي الكبير ولا بد من نظم نستفيد فيها من هؤلاء في مكتب الإدارة الحكومية و في كل توسعات الدولة.