حركة وركلات الجنين خلال الحمل
تختلف حركة وركلات الجنين خلال الحمل من فترة إلى أخرى خلال فترات الحمل، كما تختلف من جنين إلى أخر مما يجعل الكثير من الأسئلة يدور في ذهن الأم عندما تقارن ما تلاحظه بحالات الحمل الأخرى.
في هذا الموضوع نقدم إجابات لأهم الأسئلة التي تدور في ذهنكِ حول حركة وركلات الجنين خلال الحمل مع التأكيد أنّ هذه الإجابات قد تختلف دقتها من طفل إلى أخر.
حركة وركلات الجنين في الثلاثة أشهر الأولى للحمل
الثلاثة أشهر الأولى في الحمل إحدى المراحل التي تشهد نمواً سريعاً للجنين وتطور عملية التكوين بشكل متلاحق.
لكن ذلك لا يعني أن تشعر الأم في هذه الأشهر الأولى بأي حركة أو ضربة للجنين حيث أنه لا يزال صغيراً جداً كما أنه يكون في أعماق الرحم.
الإشارات التي يرسلها الجنين للأم في هذه المرحلة من الحمل تكون بأعراض الحمل التقليدية مثل الغثيان والقيئ والإعياء.
حركة وركلات الجنين في الثلاثة أشهر الثانية من الحمل
مع بداية الشهر الرابع تبدأ الأم في الإحساس بحركة الجنين في بطنها وبدء الرسائل القوية التي يرسلها الطفل عبر ركلاته وتحركاته.
متى تشعر الأم بأول حركة للجنين؟
تشعر الأم بأولى محاولات طفلها للحركة فيما بين الأسبوعين 14 و 26 من بداية الحمل.
لكن بشكل أكثر شيوعاً تبدأ الحركة الأولى ما بين الأسبوع 18 والأسبوع 22 وتتحكم عدة عوامل في إحساس الأم بحركة وركلات الجنين في هذه الفترة.
من ضمن العوامل التي تجعل الحركة قوية محسوسة أو ضعيفة أو غير محسوسة بالمرّة “وضع المشيمة”.
فإذا كانت المشيمة غير عميقة ومواجهة لبطن الأم كانت الضربات والركلات أكثر قوة مما يجعل الأم تشعر بها بشكل أفضل، والعكس إذا كانت المشيمة معكوسة أو عميقة قليلاً فهذا يضعف احساس الأم بحركة الجنين.
كيف تبدو حركة وركلات الجنين في هذه الفترة؟
يصعب وصف حركة الجنين خلال هذه الفترة المبكرة من الحمل كما يصعب ملاحظتها أحياناً من قبل الأم لكن رُبمَّا يكون أقرب وصف لها أنها أشبه بــ “ارتعاش” داخلي.
لا يمكن أن نصف حركة الجنين خلال هذه الفترة بأنها نوعاً من الركل – كما تعتقد بعض الأمّهات – ولكنها مثل الوكز البسيط.
في بعض الأحيان تكون ركلة الجنين مشابهة لوخز الجوع أو كأن شيئاً ما يشد بطن الأم.
في كل الأحوال لا يجب أن تقلق الأم أو تفكر كثيراً في هذا الأمر، كما لا يجب عليها أن تقارن حركة جنينها بالنساء الأخريات ولا حتى بحمل سابق.
الأوقات التي تستشعر فيها الأم حركة وركلات الجنين خلال الحمل
يعمل نشاط وحركة الأم الحامل خلال النهار بمثابة الهدهدة للطفل مما يجعله ينام أغلب الفترات، في نفس الوقت الذي تنشغل فيه الأم بأمور أخرى تستحوذ على تركيزها.
لذلك تعتبر فترات المساء واثناء الليل من أكثر الأوقات التي يمكن من خلالها ملاحظة حركة وركلات الجنين خلال الحمل خاصة:-
- أوقات الاسترخاء الليلية
حيث تكون الأم أكثر انتباهاً لتغييرات جسدها
- بعد تناول وجبة خفيفة
حيث يعطي سكر الدم طاقة للجنين للحركة بقوة
- عند الغضب أو التوتر
حيث يحفز الأدرينالين في الدم الطفل للحركة
- بعد تناول مشروبات باردة
حيث يعمل المشروب البارد جداً على تغيير درجة حرارة البيئة المحيطة بالجنين مما يدفعه للحركة
- الضوضاء
حيث تعمل الضوضاء والأصوات العالية المفاجئة على لفت انتباه الجنين وربما تحركه استجابة لها
حركة وركلات الجنين في الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل
مع بداية الأشهر الثلاثة الأخيرة يزداد معدل حركة الجنين وبالطبع يزداد إحساس الأم به كمّاً وكيفاً.
مع بداية الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل يطلب الأطباء من الأمهات الحوامل مراقبة ركلات وحركة الجنين للتأكد من أن سلامة الجنين.
كيف عليك مراقبة حركة الجنين:-
- متى يتم مراقبتها
يطلب الأطباء الأم بمراقبة حركات الجنين مرتين إحداهما في الصباح حيث تكون الحركة ضعيفة والأخرى مساء أو ليلاً حيث تقوى الحركة ويسهل ملاحظتها.
- طريقة مراقبتها
تحسب الأم كل 10 حركات للجنين سواء كانت ركلة أو رعشة أو وكزة أو اي تحرك يذكر
- المعدل الطبيعي
كل 10 حركات أيّاً كانت خلال ساعة أو أقل تعتبر حركة طبيعية
- أقل من المعدل الطبيعي
إذا كانت حركة الجنين أقل من 10/ 1ساعة، قومي بمحاولة لتحفيز وزيادة نشاط الجنين بتناول وجبة خفيفة أو قطعة من الحلويات أو عصير فواكه.
استلقي بعد ذلك لبدء محاولة العدّ من جديد، إذا فشلت في الحصول على 10 حركات خلال ساعتين تواصلي مع طبيبك.
لا يعتبر عدم الحصول على هذا العدد من حركة وركلات الجنين خلال الحمل بالضرورة دليلاً على حدوث شيء للجنين لكنّه يكون أحياناً إشارة إلى وجوب الفحص الدقيق.
وكلّما اقترب موعد الولادة كلما وجب على الأم أن تهتم بشكل أكبر بإحصاء وعد الحركات والركلات التي يصدرها الجنين على مدار اليوم.
هل هناك عوامل تؤثر على حركة وركلات الجنين خلال الحمل؟
تؤثر بعض الأسباب بشكل مباشر على قلة حركة الجنين أثناء الحمل ومن اشهر هذه الأسباب:-
- الجماع
تؤدي ممارسة الجنس في أغلب الأحيان إلى قلة حركة الطفل نتيجة الهزات التي تتعرض لها الأم وما يقابلها من انكماش في الرحم لكن في بعض الأحيان الأخرى ينشط الجماع حركة الطفل ويزيد من نشاطه.
- تغير وضع الطفل
قد يصادف في الأشهر الثلاثة الوسطى في الحمل أن تتغير وضعية الطفل داخل بطن الأم مما يجعل قدميه بعيداً عن بطن الأم وهذا يضعف شعور الأم بالركل.
- نمو الطفل
في الأشهر الثلاث الأخيرة تنتظم حياة الجنين بشكل كبير مما يجعل له ساعات منتظمة للنوم والاستيقاظ الأمر الذي يجعله يختفي من على رادار الحركة لساعات.
- الشهر التاسع
في الشهر التاسع يكتمل نمو الجنين بشكل كبير مما يقلص من مساحة الحركة المتاحة أمامه داخل الرحم لذلك قد تختفي الركلات والضربات المعتادة.
يمكن للأم أن تلاحظ منذ بداية الشهر التاسع أن حركة جنينها أصبحت أشبه بالتمايل والترنح من جانب إلى الأخر.
متى يجب عليّ مراجعة الطبيب فيما يخص حركة وركلات الجنين خلال الحمل؟
يجب عليك استشارة الطبيب حول حركة وركلات الجنين خلال الحمل إذا حدث أحد الأمور التالية:-
1- لم تنجحي في عدّ 10 حركات منفصلة للجنين خلال ساعتين متتاليتين من الاستلقاء
2- عدم استجابة الجنين لأي مثيرات أو منشطات للحركة مثل تناول السكريات أو الوجبات أو الضوضاء
3-ملاحظة انخفاض تدريجي في كمية حركات الطفل يوماً بعد يوم
من المهم أن تولي الأم عناية فائقة لكل ما يخص حركة وركلات الجنين خلال الحمل على ألّا يقتصر ذلك على وجود حركة من عدمها فقط وإنما على نوعيّة وكميّة الحركة أيضاً.