يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
قال العتبى رحمه الله
كنت جالسا بالغرفه النبويه الشريفه
اذ اقبل اعرابى اشعس اغبر من اثر السفر
ودخل على الحجره الشريفه وقال
السلام عليك يا رسول الله يا أكرم خلق الله السلام عليك يا حبيبى يا محمد
يا من قال الله فيه (( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله وأستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ))
وها انا قد اصبت ذنبا واتيتك استغفر الله فاستغفر لى الله يا رسول الله
قال العتبى ثم انصرف الرجل فأخذتنى سنه من نوم فرايت رسول الله في المنام وقال لى يا عتبى الحق بالرجل وقل له ان الله قد غفر له
فأنشد الاعرابي هذه الابيات :
يا خير من دفنت في الترب أعظمـه فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم
نفسي الفـداء لقبـر أنـت ساكنـه فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم
أنت الحبيب الذي ترجـى شفاعتـه عند الصراط إذا مـا زلـت القـدم
لولاك ما خلقـت شمـس ولا قمـر ولا سمـاء ولا لــوح ولا قـلــــم
فكن شفيعا متى ما ثرت من جدثـي فإنني ضيفكـم والضيـف محتـرم
صلى عليك إله العرش مـا طلعـت شمس وحن إليـك الضـال والسلـم
وصاحبـاك فـلا ننساهمـا أبــدا منا السلام عليهم مـا جـرى القلـم
يا سيدي يا رسـول الله خـذ بيـدي فقد تحملــت عبئـا فيـه لـم أقـم
أستغفر الله مما قـد جنيـت علـى نفسي ويا خجلي منـه ويـا ندمـي
إن لم تكن لي شفيعا في المعاد فمـن يجير لـي مـن عـذاب الله والنقـم
مـولاي دعـوة محتـاج لنصرتكـم يشكـو إليكـم أذى الأيــام والأزم
إنـي أعـوذ بكـم دنيـا وآخــرة مما يسوء وما يفضـي إلـى التهـم
تبلي عظامي وفيهـا مـن مودتكـم هوى مقيم وشـوق غيـر منصـرم
مـا مـر ذكركـم إلا وألزمـنـي نثر الدموع ونظم المـدح فـي كلـم
عليكـم صلـوات الله مـا سكـرت أرواح أهل التقى في راح ذكرهم