الوِحدة
في البعدِ
أحيا و أزدهرْ
في القرب
أذوي و أَندثِرْ
يحتَشِدُ اللّيل حولي
قطعاً من جنودٍ
يرتدون السّواد
يغزون أرضي
من كلِّ وادْ
و تضمّني الوِحدةُ إليها
و أضمّها إليّ
كعاشقَيْنِ أضْناهما
طولُ البُعادْ
تلتحِمُ الأشواقُ بالأشواقْ
و يشتدُّ العناقْ
أحبّكِ آلهةَ الحكمةِ
و العشّاقْ
هيّا املئيني بالسّواد
و املئي بيتي ظلاماً
فأنا أريدُ امتداداً
في البصيرةِ لا البصَرْ
أريد المعاني لا الصّورْ
وشماً عميقاً في الحجر
طيراً صديقاً للشّجر
نوراً يحاكيه القمر
وحياً لمن صحب السّهر
لا أريدُ مُتَعَ البشر
ككلِّ من عشق الكتاب
ككلّ من كواهُ الغيابْ
هيّا اجعليني أبتكِرْ
هيّا اجعليني أندثِر
ثمّ ضمّيني
أحرقيني
اِسحقيني
و اصنعي منّي كحلاً
لكلّ عشّاقِ الحقيقة
ورداً لزوّارِ الحديقةْ.
م