يمكنك الآن طرح أي سؤال على موقع edara.com وإن شاء الله سوف تتلقى إجابات واستشارات إدارية ومهنية محترفة وجادة وبلا مقابل. لقد اعترتنا حالة من الفضول ونحن نتساءل عن نوع الأسئلة التي سوف نتلقاها؛ وعن مدى جديتها وصعوبتها. وفي الثلاثين يومًا الماضية أجبنا عن 50 سؤالاً، ومنها:
- ما العناصر الرئيسية لإعداد دليل إجرائي لمراكز التدريب؟
- هل هناك كتب متميزة عن إدارة محلات البيع بالتجزئة؟
- ما هي 7 ستيجما؟ (وكنا نظن أن العميل يسأل عن 6 سيجما).
- كيف أتعامل بفعالية مع مجلس إدارة المؤسسة؟
- ما طرق وأساليب العصف الذهني؟
- كيف أنشىء و أدير مطعمًا جديدًا؟
- كيف أقنع إدارتي بأهمية التوثيق ودوره في قياس الأداء؟
- كيف أتخذ القرارات القوية في المواقف العاطفية؟
- ما هي أحدث تطورات علم إدارة الموارد البشرية؟
- كيف أكتشف ذاتي وأعرف الوظيفة المناسبة لقدراتي؟
تستغرق الإجابة عن السؤال في المتوسط ما بين 30 و 50 دقيقة. ولحسن الحظ فإن فريق التحرير يعثر على الإجابات ضمن محتويات الموقع، ونادرًا ما نضطر إلى البحث في مصادر أخرى؛ خاصة عندما يطرح السؤال ويتطلب مصادر باللغة العربية.
هذا هو الجانب الإيجابي لهذه الخدمة الجادة. أما جانبها السلبي فيتعلق بالأسباب التي جعلتنا نفكر بتوفير هذه الحلول الجاهزة. هناك شركات عالمية تلخص الكتب والمجلات العالمية في معظم التخصصات وبمختلف اللغات. لكننا لم نصادف مؤسسة واحدة ربحية، تقدم خدمات استشارية مجانية بهذا المستوى من الرفاهية.
لقد تأكدنا بما لا يدع مجالاً للشك من أن أمة "اقرأ" لا تقرأ. وإذ نتمنى أن يتبدل حالنا ويحسن مآلنا، إلا أننا غير متفائلين؛ أو لنقل بأن هذه الأمنية لن تتحقق على المدى المنظور! لقد تعودنا أن نتلقى ونستهلك كل شيء ناجزًا وجاهزًا، حتى صرنا شعبًا عاجزًا عن الإبداع وغارقًا في الاتباع. وهذا أمر بديهي، لأن الذين لا يقرأون لا يكتبون، والذين لا يفكرون لا يغيرون، والذين لا يتساءلون ولا يبحثون، ولا يؤلفون ولا ينشرون ولا يشعرون.... ولا هم يحزنون!
تبين في إحصائيات "الأمم المتحدة" أن المواطن الأمريكي والأوروبي يقرأ أحد عشر كتابًا في العام؛ أي ما يقارب كتابًا كاملاً في الشهر. أما العربي فلا يقرأ أكثر من 6 صفحات في العام. ورغم أن عدد سكان "اليونان" ومن يتحدثون لغتها لا يزيدون عن 5% من متحدثي لغة الضاد وحماتها، إلا أن "اليونان" البلد المفلس الفقير الذي يعاني من الفساد والركود منذ عقود، تقرأ وتكتب وتؤلف وتنشر.. ثم تقرأ أكثر من أمة "اقرأ". حتى الأخوة والأخوات الذين طلبوا منا الاستشارات، جاءوا من بين النخبة التي تشكل الصفوة. فهم جادون وواعون ومدركون لرسالاتهم وأدوارهم في الحياة، وليسوا مجرد قراء عاديين.
وتبقى الأسئلة قائمة: من المسؤول؟ وهل هناك حلول؟
رغم تفاؤلنا الدائم، فإننا نرى الصورة قاتمة. ولا نظن أن عهود "ابن سينا" و"الرازي" و"الفارابي" و"ابن رشد" ستعود في المدى المشهود! فما الذي ستفعله أمة لا تقرأ ولا تكتب، ولا تبدع ولا تصنع ولا تزرع، ولا تأمل ولا تعمل، ولا تفعل شيئًا سوى أن تنام؛ فيعلو شخيرها، وينأى زئيرها، ويخفت هديرها، ويصغر كبيرها، ويتلاشى تأثيرها، ويصمت صوتها، وتنتظر موتها؟!