اعتبر الزنجبيل واحداً من أقدم الوصفات الطبية في التاريخ منذ ان تم استخدامه في موطنه الأصلي في جنوب شرق آسيا. حتى أن الصينين و الهنود القدماء اعتبروه مكوناً أساسياً في أغلب الوصفات العلاجية. و ورد ذكره في الكثير من المراجع الطبية في الحضارات القديمة .
لم يقتصر الإعجاب بالزنجبيل على المعالجين و الحكماء, وإنما اتسعت رقعة العارفين بفضله لتشمل طبقات الجمهور وصارت تطلق الأمثلة على فوائد الزنجبيل مثل المثل الهندي ” الزنجبيل كله فوائد” .
ينمو الزنجبيل حتى يصل إلى ارتفاع 3 أقدام, و يطرح من 2-5 أجزاء في الساق الواحدة, والتي يمكن حصادها على مدار العام, وبمجرد أن يقطع الزنجبيل من شجرته الأصيلة يتم غسله وتجفيفه في الشمس حيث يصبح معداً للاستخدام في الطهي أو في العلاج .
ولأن الزنجبيل يفضل زراعته في الأماكن الجافة و الدافئة فإنه يزرع بكميات كبيرة في الصين, و الهند, واستراليا, وجاميكا, حيث يصدر إلى جميع دول العالم لاستخدامه لأغراض الطهو و العلاج بعد أن أثبتت الدراسات العلمية فوائده المتعددة.
- الأمراض التي يعالجها الزنجبيل
يستخدم الزنجبيل كعلاج للعديد من الأمراض حيث يستخدم كمضاد للأكسدة, و التهاب الأعصاب, ويفضل العديد من المعالجين استخدامه حيث أنه لم تظهر أي تأثيرات سلبية على المعدة أو الكلى ولم تتسبب الكميات الطبيعية في حدوث أي قرح .
ومن الأعراض التي يعالجها الزنجبيل :-
- الغثيان
يفيد الزنجبيل في علاج الغثيان الناتج عن العلاج الكيميائي, و الحركة العنيفة, و الحمل, والعمليات الجراحية, إلا أنه يبدو أكثر فاعلية في الدوار الناتج عن الحمل و العمليات الجراحية بشكل خاص .
- الهضم
اعتبر الزنجبيل كعامل مساعد للهضم منذ العصور الوسطى, حيث يمكن للزنجبيل أن يهدئ من تقلصات المعدة, مما يساعد على مرور المحتويات في المعيّ مما يقلل من الحموضة أيضاً, كما يحتوي الزنجبيل على إنزيم يسمى ” زنجابين” والذي قد يساعد في هضم البروتينات أيضاً.
- ضغط الدم
أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الزنجبيل قد يساعد في التحكم في ضغط الدم, حيث يعتقد أن استخدام الزنجبيل لعدة أشهر قد يساعد على استرخاء العضلات و تحسين مرونة الأوعية الدموية , مما قد يكون مفيداً لمرضى الربو حين يبدأ تجربة العلاج على الإنسان.
- الكوليسترول
أظهرت أبحاث أجريت على القوارض أن الزنجبيل يذيب الكوليسترول, كما يقلل من إفرازات الكبد للكوليسترول في الوقت الذي يساعد على التخلص منه خارج الجسم عبر إفرازات الصفراء و الغائط.
- السرطان
ربما لم تتضح العلاقة بشكل محدد بين الزنجبيل و السرطان, إلا أن الدراسات السكانية أظهرت أن شعوب جنوب شرق آسيا- موطن الزنجبيل – أقل عرضة للإصابة بمرض السرطان من سكان العالم الغربي .
حيث يعتقد أن النباتات التي يتناولها السكان في هذا الجزء من العالم بما فيها الزنجبيل لها دور في الوقاية من الإصابة بالسرطان .
- مضاد للبكتريا
يعتقد أيضاً أن الزنجبيل يساعد في القضاء على الفطريات الفموية و يقتل البكتريا التي تسبب القرح المعوية .
- الصداع النصفي
اثبتت بعض الدراسات الطبية أن الزنجبيل له دور فعال في علاج الصداع النصفي سواء بتخفيف حدة الآلام أو بتقليل معدل التكرار بشكل يقترب من بعض الأدوية الموجودة بالأسواق.
أمور أخرى يساعد الزنجبيل في علاجها
لا يقتصر استخدام الزنجبيل على تناوله كطعام أو شراب بل يمكن استخدامه خارجياً أيضاً بإضافته إلى المياه و استخدامه سواء كغسول و مطهر للجلد أو لمقاومة شيخوخة البشرة لما له من قدرة على مقاومة البكتيريا والالتهابات .
- كيف تختارين الزنجبيل
يقدم الزنجبيل في الأسواق غالباً في شكل صنفين هما : الزنجبيل الجديد و الزنجبيل القديم والنوع الأخير هو الأكثر انتشاراً حيث يتميز بكونه خشن الملمس يحتاج إلى التقشير قبل الاستخدام بينما النوع الجديد الذي يكون متوفراً بشكل أوضح في مناطق زراعته لا يحتاج إلى تقشير .
كما تقدم الأسواق الزنجبيل أحياناً في صورة مختلفة كالزنجبيل المجفف أو مسحوق الزنجبيل أو حلوى الزنجبيل.
- استعمال الزنجبيل في الطعام و التخزين
عندما ترغب في استخدام الزنجبيل مع طعامك فقم بانتقاء القطع الصلبة, المصقولة, الناعمة التي لم تنزع قشرتها بعد, ولا تشتري الجذور أو البراعم .
يمكنك الاحتفاظ به منزوع القشرة في الثلاجة لمدة أسبوعين أو الاحتفاظ به لمدة أطول دون تقشيره, وعند الاستعمال قم بتقشيره لكن لا تستخدم القشور في أي أمور غذائية .
عند تخزين مسحوق الزنجبيل يفضل وضعه في إناء زجاجي محكم الغلق في مكان بارد, مظلم وجاف .
من مزايا الزنجبيل أنه يمكن استخدامه في العديد من الأشكال فيمكن استخدامه طازجاً أو محفوظاً أو مخللاً في عدة أصناف مثل اعتباره أحد أنواع التوابل الرئيسية في مطبخك أو غليه وشربه مع الشاي أو عمله صلصة فاتحة للشهية .
يختلف مذاق الطعام مع الزنجبيل حسب الوقت الذي يتم إضافة الزنجبيل فيه إلى الطعام فعند إضافته في بداية عملية الطهي سيعطي نكهة مميزة لطيفة أنا إذا تمت إضافته في آخر عملية الطهي فسيعطي مذاقاً حريفاً لاذعاً.
- نصائح عند استخدام الزنجبيل في الطهي
- يمكنك تغيير مذاق طبق الأرز التقليدي بإضافة مبشور الزنجبيل و السمسم إلى سطح الطبق.
- استخدمي خليط الزنجبيل مع صلصلة الصويا و زيت الزيتون والثوم لعمل أفضل متبلات للحوم و الدجاج .
- اضيفي مزيج الزنجبيل و عصير البرتقال إلى البطاطا الحلوة وستحصلين على مذاق رائع .
- إذا كنت تتبعين حمية صحية و أصابك الملل من مذاق الأطعمة اضيفي الزنجبيل المفروم لإكساب طعامك نكهة لطيفة .
مع كل هذه الفوائد الكثيرة للزنجبيل و التي جعلت الأطباء القدامى يطلقون عليه “العلاج الشامل” ننصح أن يكون للزنجبيل مكان ثابت في مطبخك سواء كتوابل لطعامك أو كمشروب مولد للطاقة أو كعلاج سريع لحالات الانتفاخ و الالتهابات .