عمر الفيومي.. سحر وشياطين ومومياوات
(من أعمال المعرض)
تحت عنوان "الساحر" يُفتتح اليوم معرض الفنان المصري عمر الفيومي (1957) في غاليري "العاصمة" في القاهرة، ويتواصل حتى 26 من الشهر الجاري.
ورغم حضور الوجوه الفيومية في المعرض ومزجها مع الحالة الأيقونية للفن البيزنطي، كما اعتدنا من الفنان، إلا أن شخصيات جديدة تظهر في لوحات المعرض الحالي، وهي شخصيات مسخية لا هي بالإنسان ولا بالشيطان.
يمكننا أيضاً مشاهدة شخصيات قديسية الطابع على غرار الرسومات المسيحية القديمة ولكننا سنجدها بصورة جديدة، محاطة بالعالم المادي وقد تحوّلت بشرتها إلى اللون الأخضر أو البرتقالي كما لو أنها لوحات قديمة عثر عليها بعد أن تدخّل الزمن في ألوانها.
في واحدة من الأعمال يظهر رجل ببزة رسمية ممثلاً للسلطة وعلى رأسه قرون حمراء في تمثّل لصورة الشيطان كما ظهر في أعمال فناني القرون الوسطى، المفارقة أن اللوحة البورتريه فيها أيضاً لوحتان بورتريه أخريان، حيث الفنان يحيط الإنسان/ الشيطان بصور لنفسه ويجعله يرفع سبابته بالرقم واحد.
الفنان يقول حول اختيار اسم المعرض "إن الساحر يعتمد على إيهام المشاهد، وخداعه بأشياء لم تحدث، ويقوم بتضليله، بأعمال تبدو في ظاهرها عظيمة، لكن في واقع الأمر، لا يوجد هناك شيء حقيقي".
يميل الفيومي دائماً إلى رسم الوجوه، أحياناً تكون وجوهاً واقعية مصرية لأصدقائه أو لأشخاص صادفهم في المقاهي والشوارع، لكنه قد يقدّم أيضاً استعادات وتنويعات على لوحات "وجوه الفيوم" الموميائية الشهيرة، التي تميّزت بشكل الوجه والعيون المتماثلة، وكانت تُرسم لشخصيات واقعية على توابيت مومياوات مصرية في الفيوم إبان فترة الوجود الروماني في مصر.
يظلّ عمر الفيومي يعود إلى مومياوات الفيوم هذه، وقد قدّم نسخاً مختلفة منها منذ التسعينيات ولغاية اليوم، وحتى في معرضه هذا سنجد شذرات منها، المفارقة أن تلك الوجوه القديمة كانت تُرسم للموتى، بينما يتصيّد الفنان الأحياء ليرسمهم كما لو أنهم مومياء تعيش في المدينة المعاصرة التي تسحق الإنسان بصعوبتها وتحت ثقلها.
يضمّ "الساحر" 25 عملاً، متنوّع الأحجام والخامات، منها ما هو منجز بالألوان الزيتية، أو الأكريليك، وبعضها مرسوم على قماش وبعضها الآخر على الكرتون أو الخشب، كما لو أنه يحاول محاكاة رسومات "وجوه الفيوم" التي كانت تنجز على لوحات خشبية.