أجمل الأفلام القصيرة
كونيو كاتو أثناء تتويجه بأوسكار أفضل فيلم أنيميشن قصير(Getty)
أثبتت الأفلام القصيرة أن المشاهدين لا يحتاجون إلى مساحة زمنية واسعة كي تمس القلوب وتهتز المشاعر، فما يفعله فيلم، لا يتعدى عرضه دقائق قليلة، ربما يفوق في تأثيره عشرات الخطب الرنانة والبحوث المكتوبة والمقالات المدبجة. وقد أوجدت طبيعة الإعلام الجديد لهذا النوع من الأفلام شعبية كبيرة وفرصَ مشاهدةٍ أكبر. لذا أصبحت مهرجانات الأفلام القصيرة وجوائزها محط أنظار صناع السينما حول العالم. وقد حققت مجموعة من هذه الأفلام صدى واسعاً.
منزل من مكعبات صغيرة (House of the small cubes)
فيلم ياباني صامت، عن الذكريات ومدى تغلغلها في مشاعر الإنسان، وكيف أنها لا تموت. يطغى الماء على العالم، وتنخفض المباني العالية تحته، والنجاة فقط في التعلية الدائمة لأماكن السكن. رجل عجوز يعيش وحيدا، يصيد السمك ويتناوله في حياة رتيبة، وفي أحد الأيام يرتفع الماء ليغمر غرفته ويضطر إلى بناء دور جديد فوق القديم.
يسقط غليونه المفضل في الماء عميقا، فيقرر النزول في الماء ليستعيده. في الماء ومع كل طابق قديم يغوص فيه نكتشف أن غليونه أهدته اليه زوجته العجوز الراحلة، ومع توالي الطوابق نزولا نرى ذكرياته التي طغى عليها الماء من حب وزواج وتأسيس أسرة وأطفال جميلة وحياء وادعة قبل أن يكتسحها الماء ويرحل الجميع. حاز الفيلم، الذي أخرجه كونيو كاتو، على جائزة أوسكار أفضل فيلم أنيميشن قصير في 2009.
طريق فالينسيا (Valencia Road)
فيلم أميركي من إخراج لوجان جورج، عرض في 2017. يتحدث عن فتاة تدعى "كاثرين" تقود سيارتها لحضور قراءة وصية والدها، وفي طريقها الذي يمر بالريف تصادف حادث سيارة وسط المزارع. تتصل بالطوارئ، وتكاد تصدمها سيارة مسرعة تمر بجوارها أثناء اتصالها بالإسعاف والشرطة. تحاول بنفسها مساعدة من بالسيارة المنكوبة، فتجد فتاةً في مثل عمرها تقريبا مصابة داخل السيارة، تحاول كاثرين إنقاذها بنفسها ولكنها لا تستطيع فتح الأبواب، تظل معها حتى يأتي المسعفون. بعد فترة تشعر كاثرين بالوحدة وتجد على تليفونها رقم المرأة التي أنقذتها في الحادث. تتصل بها، تحاول أن تلتمس منها كلمة تخفف كآبتها، لكنها تفاجأ بردٍّ بارد من المرأة، التي تطلب من كاثرين ألا تتصل بها مرة أخرى.
حقيقة المتشرد الغائبة (Homeless Blind Truth)
كلما فتح التاجر التايلاندي باب محله من الداخل وجد أمامه رجلاً مشرداً رثَّ الثياب أشعث الشعر كريه الرائحة، نائماً أمام الباب. يصرخ التاجر في وجهه ويطرده، يتكرر الحال يومياً، وفي كل مرة يجد عذراً جديدا لطرده وإيذائه لدرجة أنه سكب عليه الماء وهو نائم. وفي كل مرة يطرده فيها يجد جارته التاجرة طيبة القلب تنظر إليه مستنكرة. في أحد الأيام يفتح التاجر بابه فلا يجد المشرد، فتقول له الجارة: افرح فقد ذهب المسكين ولن يعود. يشعر التاجر بالألم ويذهب ليتفقد كاميرا المراقبة الخاصة به، ويكتشف أن المشرد كان ينظف المكان في الليل، ويطرد من يتبول على الباب من السكارى المارين. بل إنه دافع عن المحل ضد السارقين الذين طعنوا المشرد لأنه أفشل محاولتهم للسرقة وفضحهم. عرض الفيلم في 2015 وحقق ملايين المشاهدات على اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي. وهو من إنتاج شركة تهتم بالحلول الأمنية والسلامة، وكان في الأساس مجرد دعاية لكاميرات المراقبة قبل أن يتعامل معه الجمهور والنقاد باعتباره عملاً فنياً إنسانياً.
الإنسانية (Humanity)
طفل هندي فقير يطرق نافذة سيارة فارهة يطلب مساعدة، يعطيه صاحب السيارة لعبة ليتسلى بها، لكن الطفل الذي نسي طفولته أمام تغول الجوع يلقي اللعبة تحت قدميه ويذهب ليبحث عما يسد رمقَه. يجد رجلا في مطعم راق يتناول طعامه، يقف ليشاهد الطعام فيراه الرجل ويخرج إليه ويجلبه ليأكل معه. يلتهم الطفل الطعام وسط دموعه، ثم تأتي فاتورة الحساب للرجل، ويفاجأ بأن صاحب المطعم يرفض أخذ ثمن الطعام، ويكتب في الفاتورة "نحن لانأخذ ثمنا للإنسانية".