أكثر من 1460 حلماً في السنة
(نيلتون سانتياغو)
أراهن ببذرة عبّاد شمس
أن لا أحد كان يعرف بأنّ الأغنام لا تشرب ماءً وهي تطوف
أو أن شخصاً واحداً لديه أكثر من 1460 حلماً في السنة كمعدلٍ
ونعم، نحن نعرف أن بعض طيور البوم تغري الأشجار
لتأخذ ابتسامة المنتحرين في جولةٍ
أو ببساطة، لتشرب الدموع التي هجرها باروخ سبينوزا
حين علم أن فلسفاته حول "الماهية الإلهية اللامنتهية"
(التي كانت بالنسبة له الحقيقة أو الرب) كانت مجرّد هراءٍ.
صحيح، الحياة تشبه كثيراً فيلماً أخرجه بريشت
ومرّات كثيرة تدوس الوِحدة على أصابعنا
حتى وإن تظاهرنا بأنّنا رهبان بوذيون أو تظاهرنا بأنّنا مدخّنو ريحان
قولي لي، أنت التي ترتجفين من البرد داخل قلبي
وترفضين الخروج من البيت دون مطفأة للقُبل ذات التيّار الكهربائي العالي.
(مطفأة يمكن أن تكون بريئة للغاية بحجم براءة سكّين خشبي
يعود للغابة ليهجم على المناشير).
وبهذا المنطق نفسه، أفكّر الآن بأنّ المحيط الذي تحتفظين به تحت سريرك
لديه تصرفات قطٍ، أي حين يحلو له فإنه
يبصق زجاجات بداخلها رسائل حب كما لو أنها كرةُ شَعرٍ.
سيكون جريمة القول إنه بالنسبة لبعض الفلاسفة الذين سبقوا سقراط
الفتيات في عمر العشرين مليئات بالنوايا الحسنة
أو إن الفراشات الفلسفية هي الحلّ لنسيان فاغنر
صحيح أن هناك أيضاً، علماء فلكٍ لا يجيدون ركوب دراجة هوائية
ويخلطون بسهولة بين الوقوع في الغرام
والرغبة في أن يأكلوا واحدةً من غمّازتي خدّيكِ
ولكن ما الذي يجري، كلّ واحدٍ منّا تركت حبيبته الأولى قلبه شظايا
وكلّنا في بلدي ظننا أنّ الحرب لن تفلت من أيدينا.
تعرفين جيداً أنه لا يلزم اختطاف ضمير موظف في مكتب
لتعرفي بأنّ هذا العالم مجنون:
في علم الاجتماع من المقبول سرقة بنكٍ أو خداع ملاكٍ
بطعام للطيور مقابل الدّخول إلى الجنة،
ولكن إن بلّغتِ عن سياسي ربح في اليانصيب 20 مرة خلال سنة واحدة
من المرجّح أنّكِ ستضطرّين لجمع دموعكِ ورميها في المرحاض
ومع ذلك لا تمثّلوا بأنكم شاردو الفكر،
اكتبوا بريشةٍ من ريش ظهوركم،
اخرجوا إلى الشارع دون فتح الجناحين
وسترون بأنكم أيضاً لستم من كنتم تظنّون.
* Nilton Santiago، شاعر بيروفي ولد في العاصمة ليما عام 1979. من بين مجموعاته الشعرية: "كتاب المرايا" (2005). والقصيدة مأخوذة من ديوانه "متاع الملاك" (2014).
** ترجمة عن الإسبانية: إبراهيم اليعيشي