خداع
أغلقُ هاتفي.
لأنّي أعرف بأنّك لن تتّصلي،
كي أضحكَ على نفسي، وأقنع نفسي بأنَّكِ اتّصلتِ.
وأشوّش على فداحة إهمالك.
لاحقاً،
لما أراك،
أعتذرُ منك بأنّي كنت مشغولاً،
وكان هاتفي مغلقاً لحظة اتّصالك.
فتفهمين أزمتي،
وتشفقين عليّ بالصمت.
■ ■ ■
الوعي بالحلم
أنْ يقول لك والدك:
"هل سأراك قبل أن أموت؟".
أنْ تطلب منك أمّك صوراً لبيتك،
كي تتأكد بأنّ كل شيء على ما يرام.
أن ترى صديق طفولة،
لا تحكي معه سوى بضع كلمات،
وتحدّق فيه بصمت وعجز، لتفسُّخ الذاكرة وافتراق المصائر.
أنْ تحلم بألماني رأيته البارحة في الجامعة،
في بيت جدّك لما كنت طفلاً.
فتقول لنفسك ماذا يفعل هذا الأشقر وسط كلّ هذا الطين؟
لتعرف في الحلم نفسه، بأنّك تحلم.
أنْ تصبح يقظاً واعياً حتّى في أحلامك.
أن تفقد القدرة على نسج الأحلام،
على الاستمتاع بوهمها.
■ ■ ■
لؤم القصد
أنْ تهدي أعمى نظّارة،
أو كرة قدم لأعرج.
أنْ تشتري لفتاة تعتقد نفسها بدينة،
فستاناً يصغرها قليلاً في عيد ميلادها.
أنْ تسأل الطفل سؤالاً، تعرف بأنّه لن يعرفه،
كي تظهرهُ غبيّاً أمام أمه.
هذه هي الكراهيَّة
■ ■ ■
إنكار
لشدّة جمالك،
أنكر واقعة وجودك.
وأدّعي بأني مشغول، وأمثل دور المهمِل.
وهذا الإنكار، هو أشد درجات الاعتراف.
* كاتب من سورية