يعود الروائي السوري المقيم في المملكة المتحدة هيثم حسين، بثلاثين روائياً من 16 بلداً عربياً إلى أوّل نصوصهم في كتابه "حكاية الرواية الأولى"، الصادر حديثاً عن "دار قنديل للطباعة والنشر والتوزيع"، ضمن سلسلة يجري الإعداد لها مع موقع "الرواية نت" من أجل استقطاب كتّاب من أنحاء العالم لتقديم أجزاء جديدة.
الكتاب الذي أعدّه وقدّم له صاحب "آرام سليل الأوجاع المكابرة" (2006)، يشتمل على حكايات لكلّ من: إبراهيم الحجري وطارق بكاري وهشام ناجح من المغرب، وإسماعيل يبرير من الجزائر، وبدر أحمد علي ووجدي الأهدل من اليمن، وجلال برجس من الأردن، وجورج يرَق وناتالي الخوري غريب من لبنان، وحجّي جابر وعبد القادر مسلم من إرتيريا، ودُنى غالي وعبد الهادي سعدون وميادة خليل من العراق.
إلى جانب نصوص رزان نعيم المغربيّ ومحمد الأصفر من ليبيا، وزكريا عبد الجواد من مصر، وسليمان المعمري من عُمان، وعاطف أبو سيف وليانة بدر ووداد طه من فلسطين، وعماد البليك ومنصور الصويم من السودان، وفوّاز حدّاد وموسى رحوم عباس وهيفاء بيطار من سورية، وماجد سليمان من السعودية ،ومحمد ولد محمد سالم من موريتانيا، وميس خالد العثمان وناصر الظفيري من الكويت.
يقول حسين في تقديمه "لا يحتاج الروائيّ إلى التخييل في توثيق حكاية روايته الأولى لتكون شاهدة، كاشفة، وربّما فاضحة، لبعض أسراره، لأنّه يعود ببساطة إلى ذاك الشخص الذي كانه، ذاك المتردّد في خطوه الأدبيّ، الباحث عن موطئ كلمة له في ميدان غير مقيّد بحدود أو قيود، عالم فضاؤه الحرّيّة والإبداع، ويكون محمّلاً بمسؤوليّة تاريخيّة، لأنّه سيكون مرسال الحاضر إلى المستقبل، مرسال الأمس إلى حاضره، وقلمه المدوّن للتفاصيل والأسرار والوقائع والمستجدّات، وحتّى المتخيّل منها ينطلق من نقاط وجذور وبؤر واقعيّة".ويوضحّ "ليس بالضرورة أن تكون الرواية الأولى للكاتب هي تلك التي تحمل الرقم واحد في تاريخ نشره، بل قد تكون تلك الرواية الضائعة منه، أو تلك التي لم يتفرّغ بعد لكتابتها وتوثيقها وما يزال يحلم بها، كما قد تكون تلك التي دفعته إلى كتابة روايته الأولى المنشورة، وربّما في أرشيف كلّ روائيّ بذور عدد من الحكايات المتزامنة التي تتنافس لتحظى بلقب الأولى، لكنّها تؤثر جمالية العتمة ولذّة الخفاء والتواري بانتظار فتح صندوق الذاكرة وتحريرها من جمالياتها ولذائذها لتمنح بعضاً منها للمتلقّين والقرّاء".
كما يشير إلى أن "السرّ يكمن في الحكاية دوماً. سواء انطلقنا من فكرة أنّ الرواية تتمحور حول فكرة: كيف تحكي حكاية؟! أو هل الرواية هي فقط حكاية؟! ابحث عن الحكاية وفيها".
يُذكر أن هيثم حسين مقيم في المملكة المتحدة. له عدّة روايات منها: "رهائن الخطيئة" (2009)، و"إبرة الرعب" (2013)، و"عشبة ضارّة في الفردوس" (2017)، ومن كتبه النقدية: "الرواية بين التلغيم والتلغيز" (2011)، و"الروائيّ يقرع طبول الحرب" (2014)، و"الشخصيّة الروائيّة.. مسبار الكشف والانطلاق" (2015).