ضرار بن الازور رضي الله عنه ” صاحب الصدر العاري “



الفارس الشجاع والبطل المقاتل الذي سوف نتحدث عنه في الأسطر القليلة الماضية ، أنما هو الصحابي ( ضرار بن الأزور بن طارق من بني سعد (الذي كان يلقب نفسه ب ( بقاتل الملوك ) في حين أن الأعداء كان لهم رأي أخر حيث لقبه الأعداء ( بالفارس العاري الصدر( ، يتميز ضرار بأن لديه الكثير من المعنويات العالية و يرجع السبب في ذلك إلى ثقافته ودرايته الكاملة بعلم التكتيك فكان لديه القدره على خلق رفع وتوطيد عزيمة المقاتلين معه فينشأ و ييث بهم روح القتال والتضحية من أجل الدفاع عن الأرض والرغبة الشديدة و الملحة في الأنتصار أو نيل الشهادة ، فيبدو أنه طيلة حياته كان يتمني أن ينال الشهادة مثلما نالها والدة و جده في ميدان المعركة من قبل .

معركة ( أجنادين عام (13) هجريا ):
هذه المعركة كانت بين جيش المسلمين و جيش الروم بقيادة قائد الروم ( وردان ) ، لكن هذه المعركة كان عدد جيش المسلمين صغير جدا نسبة إلى عدد جيش الروم الذي بلغ عدد حوالي تسعون ألف مقاتل في حين أن عدد جيش المسلمين كان لا يتعدى أثنان و ثلاثون ألف مقاتل ، و رغم ذلك ألا أنه قد أنتصر جيش المسلمين على الروم وهزمهم هذيمة ساحقة و كان من أبرز أسباب أنتصار جيش المسلمين على أعداءه هو أنضمام العديد من الأبطال و الفرسان إلى جيش المسلمين لعل من أبرزهم هو ( ضرار بن الأزور ) الذي كان لديه قدر من العزيمة و الثقة تجعله ينطلق في أرض المعركة واثقا في الأنتصار مهما كانت الظروف ، هذا بالأضافة إلى العديد من الفرسان الشجعان الذين كانوا ينضمون إلى جيش المسلمين في تلك المعركة مثل :معاذ بن جبل ، و البطل سعيد بن عمر، وجعفر بن عقيل وغيرهم العديد من الفرسان .
و لم يكتفي ( ضرار بن الأزور ) بالأنتصار على جيش الروم أنما سعى مجاهدا حتى أستطاع إلى أن يصل إلى قائد الروم ( وردان ) و دارت مبارزه قوية بينهما قام فيها ( ضرار بن الأزور ) بضرب ( وردان ) ضربه قاتله بالسيف أستطاع أن يفصل بها رأسه من العنق عن جسده و أخذ رأسه بسيفه و حملها إلى معسكر المسلمين فقاموا بالتهليل بصوت مرتفع الله أكبر ……لقد فتحت لك يا ضرار أبواب الجنة .
معركة مرج دهشور:
عندما أنتصر ( ضرار بن الأزور ) في معركة الأجنادين و أستطاع أن يقتل قائدهم كان ذلك حافز شديد له جعله يتمكن من الأنطلاق إلي خوض معارك أخرى بكل فخر و ثقه في الأنتصار ، و بالفعل فقد أشترك مع القائد خالد بن الوليد في
معركة (مرج دهشور) ، فأتاحت له الفرصة مرة أخرى لأن يواجه (بولص) الذي كان يتمنى أن يثأر لقائد الروم ( وردان ) و أستطاع ضرار أن يضع السيف فوق رأس ( بولص ) فأخذ ( بولص ) يصرخ و يلح على القائد خالد بن الوليد أن يخلصه من هذا الجني و طلب منه أن يقتل على يد خالد ولا يقتل على يد ( ضرار ) لشدة خوفه من أن يفعل به كما فعل بقائد الروم ( وردان ) من قبل ، لكن رد ( خالد بن الوليد ) قائلا : هو قاتلك و قاتل الروم .
سقوط ( ضرار بن الأزور ) أسيرًا :
و قع الفارس البطل ضرار أسيرًا في يد جيش الروم ، حيث كان ضرار و معه عدد قليل من المسلمين حوالي 200 مجاهد يحاولون معرفة أخبار العدو فأذا بحوالي عشرة ألاف من جيش الروم المسلحين بالأسلحة والسيوف ينقضون عليهم فوقع ضرار أسيرًا بين يدي الروم بعد أن بذل قصارى جهده وأستطاع أن يقتل خمسمائة من جيش الروم .
نجاة ( ضرار بن الأزور ) من الأسر :
عندما علم المسلمين خبر أسر ضرار في يد الأعداء ، أنطلقوا إلى معسكر الروم و كان معهم الكثير من المجاهدين المسلمين الأبطال لعل من أشهرهم : رافع بن عمر الطائي، الغزاري و غيرهم واستطاعوا أن ينقذوا (ضرار بن الأزور ) ورفاقه من قبضة الأعداء بعد معركة و مواجهه بطولية مع الأعداء .
و الغريب أنه كان من بين مقاتلين المسلمين ) خولة بنت الأزور( فعندما علمت بخبر أسر أخيها وأنطلاق جيش المسلمين وأبطاله لمحاولة فك أثره ، أنطلقت لتقاتل معهم و أستطاعت أن تبرز أكبر معالم البطوله حتى ظن المقاتلين المسلمين أنها أحد الرجال الفدائيين فطلبوا منها أن تكشف عن لثامها ، فقالت لهم أن أخت البطل ( ضرار بن الأزور ) ، وبالفعل تمكنوا الأبطال من فك أسر ضرار و رفاقه .
ضرار ومعركة اليرموك :
عرف عن ضرار أنه كان بطل و فارس وعرف عنه الثقة بالنفس و أنه لا يخاف الموت لعل هذا من الأسباب التي جعلت القائد ( خالد بن الوليد ) يختاره ليكون قائد معركة اليرموك و بالفعل أستطاع أن ينجح في مهمته ويقوم بقتل عدد كبير جدا من المحاربين في جيش الروم .