بعض العوارض التي تختبرينها في فترة حملك متوقّعة، وبعضها مقلق. فكيف لك التمييز بينها؟
قد تتساءلين أي العوارض في أثناء الحول تستدعي رعاية طبية فورية، وأيّها تستطيع الانتظار إلى حين زيارتك المقبلة للطبيب قبل موعد الولادة.
لا تتردّدي في استشارة طبيبك عند زيارته عن أي مخاوف تراودك، لكن تذكّري أن بعض العوارض تستوجب انتباهاً عاجلاً.
• النزيف
للنزيف معانٍ كثيرة في خلال فترة الحمل. إذا تعرّضت لنزيف غزير يرافقه ألم حاد في البطن وتشنّج كذلك الذي تختبرينه في الطمث، أو إذا شعرت بأنّك ستفقدين الوعي في خلال الأشهر الثلاثة الأولى، قد يعني ذلك حملاً منتبذاً. وهذا النوع من الحمل، الذي يحدث عندما تنغرس البيضة الملقّحة خارج الرحم، خطير جداً.
وقد يدلّ النزيف الغزير على الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى أو في مطلع الفصل الثاني من الحمل. أمّا النزيف الذي يرافقه ألم في البطن في الأشهر الثلاثة الأخيرة، فقد يشير إلى انفصال المشيمة، عندما تنفصل هذه الأخيرة عن بطانة الرحم.
أي نزيف في خلال فترة الحمل يسستدعي اهتماماً فورياً. فاتّصلي بطبيبك أو توجّهي إلى غرفة الطوارئ.
• الغثيان الحاد والتقيؤ
من الطبيعي جداً أن تعاني غثياناً في فترة حملك. وإذا تحوّل إلى غثيان حاد، قد يعني مشكلة أكثر خطورة.
إذا تعذّر عليك تناول أي مشروب أو طعام، فأنت مهدّدة بجفاف الماء من جسمك. ومن شأن سوء التغذية والجفاف إيذاء طفلك.
إذا عانيت غثياناً حاداً، أخبري طبيبك. قد يصف لك طبيبك الدواء أو ينصحك بتغيير حميتك الغذائية.
• تراجع ملحوظ في مستوى نشاط الطفل
ماذا يعني أن يفقد طفلك الذي كان كثير الحركة نشاطه؟ قد يكون الأمر طبيعياً. لكن كيف لك أن تعرفي؟
يمكنك الاستعانة بسبل تصويب الخطأ لتحديد وجود مشكلة ما. ينصحك الأطباء أولاً بتناول مشروب بارد أو بعض الطعام. ثمّ تمدّدي على جانبك لترَي ما إذا سيتحرّك الطفل.
من المفيد أيضاً تعداد ركلات الطفل. صحيح أنّه ما من عدد مثالي أو أساسي لتحرّكات الطفل، غير أنّه عليك وضع قاعدة أساسية لتعرفي ما إذا كان طفلك يتحرّك أكثر أو أقل. عموماً، يجب أن يركل الطفل 10 مرّات أو أكثر في خلال ساعتين. وإذا تحرّك أقل من ذلك، فعليك الاتصال بطبيبك.
لدى الطبيب معدّات مراقبة يستعين بها ليعرف ما إذا كان طفلك يتحرّك وينمو بالشكل الصحيح.
• الانقباضات في أوائل الفصل الأخير من الحمل
قد تدلّ الانقباضات على الولادة قبل حين الموعد. لكن قد يتعذّر على الأمّهات في الحمل الأول التمييز بين الطلق الحقيقي والطلق الكاذب. تُعرف انقباضات الطلق الكاذب بانقباضات براكستون-هيكس. فهي غير متوقّعة، وغير متواترة، ولا تزداد حدّتها. ويمكن أن تهدأ بعد ساعة أو عند شراب الماء. أمّا الانقباضات الحقيقية، فيفصل بينها عشر دقائق أو أقل وتزداد حدّتها.
إذا كنت في الفصل الأخير من الحمل وشعرت بالانقباضات، اتّصلي بطبيبك فوراً. إذا كان من المبكر جداً أن يولد الطفل، قد يتمكّن الطبيب من إيقاف الطلق.
• انفجار كيس الماء
تدخلين المطبخ لتشربي وإذا تشعرين بدفق ماء ينفجر بين رجلَيك. فربّما يكون قد انفجر كيس الماء، لكن في فترة الحمل يسبّب توسّع الرحم الضغط على المثانة. لذا قد تكون المسألة مسألة تسرّب البول. وأحياناً يكون انفجار كيس الماء بدفق كبير للسوائل، وأحياناً يكون بسيطاً.
في حال لم تكوني متأكّدة ما إذا كان السائل مجرّد تبوّل أو انفجاراً فعلياً للغشاء، اذهبي إلى الحمام وافرغي مثانتك. إذا استمرّ خروج السائل، فيكون قد انفجر كيس الماء. عندها اتّصلي بالطبيب أو اذهبي إلى المستشفى.
• تواصل الألم الحاد في الرأس، والألم في البطن، والتشوّشات البصرية، والتورّم في الفصل الثالث من الحمل
قد تكون هذه العوارض علامات لتسمّم الحمل. وهذه حالة خطيرة تتطوّر في أثناء الحمل وقد تكون مميتة. ويترافق هذا الخلل مع ارتفاع ضغط الدم وفرط البروتين في البول، وعادةً ما يحدث بعد الأسبوع العشرين من الحمل.
في هذه الحالة، اتّصلي بطبيبك على الفور وافحصي ضغط الدم. وتذكّري أنّ الرعاية السليمة في خلال فترة الحمل قد تساعدك على كشف تسمّم الحمل باكراً.
• عوارض الإنفلونزا
يرى خبراؤنا أنّه من الضروري أن تتلقّى المرأة الحامل تلقيح الإنفلونزا لأنّها معرّضة أكثر للمرض وتعاني مضاعفات خطيرة منه مقارنةً مع غيرها من النساء في موسم الإنفلونزا.
لكن في حال أُصبتِ بالإنفلونزا، لا تهرعي إلى المستشفى أو عيادة الطبيب حيث قد تنقلين المرض إلى نساء حوامل أخريات، بل اتّصلي بطبيبك أولاً.