فى ذكري الشهيدة ليلى العطار
ماذا فعلت أمريكا عندما تمت الإساءة لبوش الأب؟
قبل عشرين سنة قامت رسامة عراقية تحمل اسم ليلى العطار برسم لوحة كاريكاتورية لبوش الاب ووضعتها على ارضية مدخل فندق الرشيد الذي كانت تعقد فيه المؤتمرات الصحفية ويسكن فيه ...كبار الشخصيات العراقية والعالمية ايام نظام صدام حسين .
في حينها كان على كل من يريد دخول الفندق ان يدوس على صورة بوش الاب المتهم بانه ارتكب جرائم حرب بحق العراقيين وفرض الحصار الاقتصادي عليهم. اثارت تلك اللوحة الادارة الامريكية وقواتها المسلحة والسي اي اي.
لذلك وفي ليلة ظلماء من عام 1993 تم اطلاق ثلاث صواريخ امريكية على بغداد استهدف احدهم بيت الرسامة ليلى العطار واحالها واهلها اشلاءا!!!.
كل ذلك لا لشيء سوى لانها رسمت صورة جورج بوش على ارضية فندق فيما اعتبرته الادارة الامريكية اساءة لرئيسها !!!
اين حرية التعبير؟؟؟؟
اين حرية ابداء الراي؟؟؟
اين القانون في قتل الرسامة بدون محاكمة ؟؟؟؟
وعلى ماذا كان يجب ان تحاكم؟؟؟
وما ذنب زوجها واطفالها؟؟؟
كل ذلك لم يسال عنه احد!!.
لماذا رسم صورة مسيئة لبوش تقتضي قتل من رسمها
بينما تمثيل فلم مسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقتضي منا ان نسكت وان نبلع الاهانة ؟
لماذا يحق لرسام الدنمارك ان يرسم صور نبينا كيفما يحلوا له ونسكت!
بينما يقتل كل من يستهزء بالرئيس الامريكي ويسخر منه؟!
ليلى العطـــار
((1944__1993))
ولدت الشهيدة الرسامة في بغداد عام 1944 ميلادية .وتخرجت من أكاديمية الفنون الجميلة للسنة الدراسية 1964_1965.
اشتركت في معرض جماعة ادم وحواء عام 1967 وكذلك بمعرضها لعام 1968
وأقامت معرضها الثاني في قاعة جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين عام 1973.
ـ عملت مديرة للمتحف الوطني للفن الحديث.. وقاعة الرواق.. وقاعة بغداد.
ـ عضو في نقابة وجمعية الفنانين العراقيين.
ـ عملت مديرا عاما لدائرة الفنون.
أقامت الشهيدة ليلى العطار خمسة معارض شخصية داخل العراق .
وشاركت في عدة معارض داخل وخارج العراق.
فازت بجائزة الشراع الذهبي في بينالي الكويت السابع.
وكذلك شاركت في معرض بينالي القاهرة عام 1984.
شغلت منصب مديرة المتحف الوطني للفن الحديث
ثم مديرة مركز صدام للفنون.
رحلت مضرجة بدمائها إثر استهدافها بصاروخ سقط على دار شقيقتها سعاد العطارالذي كانت تسكنه الراحلة ـ بعد أن تعرض بيتها للقصف والتدمير عام 1991 بسبب رسمها للمجرم الأكبر جورج بوش الأب على مدخل فندق الرشيد فتمسحت بوجهه القبيح أحذية كل من عبروا بغداد ساكنين أو زواراً ...
صورة نادرة للدكتور ماهود احمد والمرحومة شهيدة الفن العراقي ليلى العطار والدكتورة المبدعة وسماء الأغا
المجرم المتوحش بوش الأب تحت الأحذية على بوابة فندق الرشيد ( من أعمال الرسامة الشهيدة ليلى العطار )
لن تغادر الذاكرة التاريخية ابداً تلك الصورة المفزعة ، ذات الاسنان النابزة من فم جورج بوش الاب ،وهي تتلكأ على تكوين لوحة الفسيساء الملونة ، وتحت جميع الأقدام التي تعبر إلى فندق الرشيد في بغداد ، ولم تغادر الذاكرة التاريخية ايضاً صورة السيدة المبدعة العروبية ( ليلي العطار ) تلك الفنانة التشكيلية التي غرزت ملامح بوش الأول بحبيبات الفسيفساء بيديها وصرخت بالعالم أجمع أن هذا المجرم ( مجرم الحرب وقاتل الشعوب وعراب مجزرة
حي العامرية ضد الأطفال والأمهات ،هو الاب الروحي الأول والجسدي الدامي للإجرام وأنه يستحق السحق بالأقدام والدوس على وجهه الضاحك على حرق الاطفال وهم احياء في العامرية !
لقد توغلت الصورة تلك في ذاكرة الأمم ودخلت عصر الصورة ، لكنها لم تدخل عصر الصورة الرقمية كما دخلت صورة الحذاء الموجه لوجه الرئيس بوش الثاني ، ولم تدخل صورة المداس بوش الأول رغم آلاف الأحذية التي داستها وأعادت الدوس عليها والتقطت الصور وهي تحف أكعاب الأحذية فوقها ، لدرجة أن بعض قوات التحالف التي كانتةتقيم في فندق الرشيد لم تكن لتتورع عن المرور فوقها عمداً ، وكنت أرى تلك القوات بأحذيتها الدائسة ، هي الاكثر إعلاماً للعالم بأنها تعرف حجم المجرم الحقيقي المستحق للدعس بالاحذية ! ولكن دون انتشار فضائي ورقمي يعلن عن حجمها كما هو اليوم .
قصيدة بعنوان : ليلى العطار للشاعر لطفي الياسيني
في ذكرى ليلى العطار
لا اقوى نظم الاشعار
فانا انسان محزون
مأسور في داخل داري
ما ماتت اخت الثوار
فنانة ارض الانهار
ما زلت اراها شامخة
ترسم بالريشة للغار
تتحدى علج الاشرار
وتحلق مثل الاطيار
سيدتي معذرة فانا
مكلوم بعد الاعصار
مذ غبت عراقي يبكينا
يا ليلى بنت العطار
<