المخلفات الزراعية وأنواعها
نحاول التخلص من ثروة تصل إلى 13 مليون طن من المخلفات الزراعية سنويا بالحرق أو الدفن
مقترح بتصنيعها لألواح الخشب المضغوط تكفي لسيادتنا إنتاج العالم
بدون ورد النيل المخلفات المتاحة تكفي لصناعة 800 مليون لوح سنوياً
حرق قش الرز فقط مسؤول عن 42 % من السحابة السوداء للخريف.
يمكن تعريف المخلفات الزراعية على أنها كل ما ينتج بصورة عارضة أو ثانوية خلال عمليات إنتاج المحاصيل الحقلية سواء أثناء الحصاد والجمع أو أثناء الإعداد للتسويق والتصنيع لهذه المحاصيل. وسوف نقصر بحثنا مؤقتا" على المخلفات الحقلية ذات الأصل النباتي ( تبن القمح , تبن الشعير , تبن الفول , تبن البرسيم , تبن الحمص , قش الأرز , حطب الذرة الشامية , حطب الذرة الرفيعة , حطب القطن , حطب السمسم , تبن العدس , تبن الحلبة , حطب الترمس ) بالإضافة إلى قوالح الذرة وسرسة الأرز وعروش الخضروات والفواكه والتي تنتج على مستوى الحقل ولدى المزارعين، ويمثل هذا النوع من المخلفات الكم الأكبر من المخلفات الزراعية على الإطلاق.
البيان التالي يوضح كميات هذا النوع من المخلفات المتوافرة في مصر سنويا والوحدة ألف طن.. قش الأرز (2500) تبن القمح (2940) تبن الشعير (175) تبن الفول (350) تبن العدس (13) تبن البرسيم (168) تبن حمص وحلبة (42) حطب الذرة الشامية (3500) حطب القطن (2130) حطب الذرة الرفيعة (970) قوالح الذرة (600)
إجمالي مخلفات المحاصيل الحقلية المقدرة أكثر من ثلاثة عشر مليون طن سنويا" وفي تقديرات آخرى شاملة العروش النباتية ومخلفات المحاصيل البستانية وأشجار الفاكهة يزيد إجمالي المخلفات الزراعية عن الست والعشرين مليون طن... ولنا أن نتخيل ضخامة الرقم أعلاه ونتخيل الرقم في حال أضيفت إليه مخلفات صناعة الأخشاب ونباتات زراعية آخري غير محصورة مثل ورد النيل المشار له سابقاً .. مع ملاحظة أن البيانات السابقة تعبر عن كميات تقديرية متوسطة تختلف تبعا لاختلاف المساحات المنزرعة سنويا من المحاصيل المختلفة ومتوسط الإنتاج .
وتعتبر الدول النامية الأكثر حاجة ملحة للاستفادة من جميع الموارد المتاحة، وتمثل المخلفات الزراعية بصورة عامة الكم الهائل من المادة العضوية التي يمكن توجيهاستخدامها لأغراض متعددة، ومن أكثر هذه الأغراض منطقية هو محاولة استخدامها في تغذية الحيوان وذلك في إطار البحث عن موارد علفية جديدة رخيصة نسبيا تسهم في تغطية الاحتياجات الغذائية للحيوان
نسبة المخلفات إلى نسبة الغذاء الصالح للإنسان
تبلغ الكتلة الحيوية الناتجة من العمليات البيولوجية والتمثيل الضوئى بالتربة ما يوازى 116.7 بليون طن مادة جافة ومع ذلك فإن أغلب هذه الكتلة الحيوية لا يصلح مباشرة لتغذية الإنسان لأن كمية المنتجات الثانوية والمخلفات أكبر بكثير من الكميات المستخدمة مباشرة فى التغذية, المخلفات الزراعية بأنواعها لا يتم الإستفادة الكاملة منها ويتسبب عنها مشاكل بيئية عديدة ما لم تتم معالجتها فضلا عن أنها تعتبر من الموارد الطبيعية المتجددة التى يمكن أن يكون لها قيمة اقتصادية كبيرة. نسبة المستخدم من الثمرة في النباتات المختلفة.. الحبوب(1:2) المحاصيل الزيتية (1:6) المحاصيل السكرية (1:10) الدرنيات (1:1.5) حيث يمثل ما يتناوله الإنسان من مصادر الغذاء النباتى أقل من 40 % من الإنتاج الزراعى والباقى يعتبر مخلفات يجب تحويلها إلى منتجات ذات قيمة إقتصادية. هذه الكميات الضخمة من المخلفات إذا لم يتم إدارتها بصورة جيدة فسوف تكون مصدراً للـتلوث البيئى وانتشارالحشرات وتكاثرالأمراض.
أمثلة عن أضرار وسلبيات التصريف الخاطئ للمخلفات الزراعية
أولا" : قش الأرز
لا تبدأ نسمات الخريف الرقيقة تهب على القاهرة في الأعوام الأخيرة بعد الصيف الحار إلا مصحوبة بسحابة سوداء تحجب رؤية السماء وتعبق الهواء برائحة الرماد. وتلك السحابة السوداء هي مزيح سام من الدخان الناتج عن حرق قش الرز بشكل رئيسي في بداية فصل الخريف كل عام. وتتفق الحكومة والأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية على أن هذا المزيج السام يمثل خطراً على الصحة والبيئة يؤكد البعض أن الجزء الأكبر من هذا المزيج الملوث هو الدخان الناتج عن حرق قش الرز. وكان تقرير لوزارة البيئة المصرية عام 2003 قد ذكر أن حرق قش الرز مسؤول عن 42 في المائة تقريباً من السحابة السوداء. وانتشرت ممارسة حرق قش الرز بعد الحصاد بين المزارعين المصريين الذين لا يملكون القدرة المالية على التخلص من القش بطريقة أخرى. وتقول الأمم المتحدة إن السحابة السوداء تكبد مصر نحو ستة مليار دولار سنوياً بسبب الأضرار التي تلحق بالبيئة والصحة العامة. وهناك سبع محافظات تنتج ما يقرب من 99% من الأرز فى مصر معظمها فى شمال ووسط الدلتا والمحافظة الرئيسية المنتجة للأرز القريبة من القاهرة الكبرى هى محافظة الشرقية التى سيتم فيها زراعة نحو 281 ألف فدان أرز سنويا . وكان آخر الحلول النافذة هو تقليل مساحة زراعة الأرز لتقليص مشاكل حرق المخلفات وهو مايؤثر حتما" على الإقتصاد القومي. وبحسب التقارير الحكومية فإن عشرون مليون طن من حطب القطن ومصاصة القصب والقمامة والمخلفات الصناعية "تتحالف" مع عوادم 2 مليون مركبة مؤدية الى السحابة السوداء التي تسببت فى 2400 حالة وفاة و 150 ألف حالة التهاب شعبى مزمن و8 ملايين نوبة ربو..
فتوى دار الإفتاء المصرية
أفتت دار الإفتاء المصرية بأن قيام بعض المزارعين بحرق قش الأرز وحطب القطن هو نوع من الإفساد في الأرض، وأنه من المحرمات الكبرى، وقالت : "إن التحريم يأتي استنادا إلى القاعدة الشرعية لا ضرر ولا ضرار، حيث أثبتت الأبحاث العلمية أن الأطفال هم أكثر الفئات تأثرا بتلوث الهواء الذي تسببه هذه الأفعال وغيرها، فيصابون بضيق التنفس وأمراض الشعب الهوائية، وزيادة احتمال الإصابة بمرض الربو والتهاب العين".
المخلفات الزراعية أصبحت تشكل خطراً على الصحة العامة بسبب تراكمها على شواطئ الترع فتصبح اكوام لتكاثر الفئران والقوارض وغيرها من الآفات أو تتحول هذه الى مداخن ملوثة للبيئة بسبب لجؤ أصحابها الى احراقها للتخلص منها .وفي الحالتين تعد المخلفات خطر على صحة الانسان وعلى المحاصيل الزراعية يجب إتقاء خطرها والحد من اثارها .الابعاد المختلفة للتخلص الآمن من المخلفات الزراعية وتدوير المخلفات عملية صناعية بالدرجة الاولى وتحافظ على الموارد الطبيعية والبيئية فى آن واحد وهناك نماذج وأمثلة لطرق الاستفاده من المخلفات الزراعية منها لانتاج غذاء للانسان كعش الغراب والسماد العضوى والوقود الحيوى والعلف وأخيراً صناعة الورق .عدم التخلص الآمن من المخلفات الزراعية يؤدى الى خلل فى طبقة الاوزون مما يكون لها عواقب وخيمة على الكائنات الحيه بشكل عام .كما أن حرق المخلفات يؤدى الى إهدار قيمة اقتصادية كبيرة وإلحاق الضرر بالتربة الزراعية .
صناعة ألواح الخشب المضغوط MDF...
تصنع الواح الخشب المضغوط بمقاسات (1*2م) ,(122*244سم), (122*366سم) وسماكات مابين (10 ملم -20ملم) فى الغالب . تتم صناعة ألواح الخشب المضغوط بعد تحويل الألياف السليلوزية إلى عجينة شبيهة بعجينة الورق ثم تخلط بالراتنج (الصمغ) ويتم تشكيل الألواح بالضغط العالي عند درجات حرارة مرتفعة ثم تعالج الألواح الخشبية بعد ذلك في أفران للتحميص حتى لا تتأثر مستقبلاً بتغييرات درجات الحرارة أو الرطوبة الموجودة في الجو.
الخشب الليفي أو الخشب المضغوط هي ألواح من الخشب المعاد تصنيعه من بقايا الأخشاب الطبيعية (شرق أوروبا)أوالمخلفات الزراعية الجافة (شرق آسيا) ويصنع منه الأبواب وضلف دواليب المطابخ والمكتبات ويتميز بخفة الوزن وسهولة التشكيل.
يتم تصنيع الخشب المضغوط particle boards: من نشارة الخشب والمخلفات النباتية بعد تمام تجفيفها بغية خفض رطوبتها إلى 2-5%، ثم مزجها بالمادة اللاصقة الحرارية بنسبة 3-6% وزناً، وكبسها على شكل ألواح بسماكات مختلفة تحت ضغط 190-200كغ/سم2، ودرجة حرارة 140-150ْْ ولمدة تختلف بحسب سمك اللوح، وتقنية المكبس، والمادة اللاصقة المستخدمة. ثم تقص أطراف الألواح وتصقل. وإذا كانت الألياف الخشبية في اتجاه واحد في المستوي الأفقي فيسمى باللوح الموجَّهoriented strand board، وقد تكسى ألواح الخشب المضغوط برقائق خشبية فتسمى بالمنتجات المركبة composite products. وقد تترك دون تكسية لحماية المنشأت التحتية قبل الردم. ويمكن تعديل مكونات الخليط لصناعة ألواح عازلة للصوت أو الحرارة..وصناعة البرور وحلوق الأبواب وغيرها الكثير. كثافة الخليط في اللوح تتراوح بين 270-- 300كغ/متر المكعب.. بمعنى أن وزن اللوح من أعلى سماكة 2سم هو 16كغ بما يعني أن الطن الواحد من المخلفات الزراعية يكفي لتصنيع 60 لوح ..وعلى حساب المخلفات الزراعية فقط دون إضافة ورد النيل كمصدر دائم للألياف السليلوزية يمكننا تصنيع 800 مليون لوح خشبي بمسطحات تزيد عن ملياري متر مربع سنويا نتربع بهم عرش العالم في صناعة الخشب المضغوط..
المنتجات الخشبية الإسمنتية wood-cement products: وهي ألواح تشكل الألياف الخشبية فيها نحو 25-30% من وزنها، والباقي إسمنت أو جبس كمادة رابطة، ويسمى بالخشب الصوفيwood wool. ويجب أن تكون الأخشاب المستعملة قليلة الاحتواء من الصموغ والمستخلصات الخشبية.
خطوط الكبس البسيطة متوفرة بورش النجارة للإستفادة من نشارة الخشب المتبقية لديها ..كخط إنتاج نحتاج لغرفة تجفيف ومعالجةثم غرفة الفرم وغرفة الخلط ثم الكبس والتشوين..وكلها أمور يسهل تصنيعها محلياً والمواد الخام دائمة طول العام وغير خاضعة للبورصة العالمية ..ممكن أن تنافس مصانع الخشب المضغوط محلات العصير والفول في المدن الزراعية والتي يمكنها تحويل الريف المصري من مصدر أدخنة وأوبئة إلى ماهو أرقى من الريف الأوروبي..بجهد بسيط من التقييس على المواصفات العالمية وبعض اللمسات التسويقية والهندسية .