عزيزتي
نقدم لك طرق ذكية ومحكمة
لعلاج اكتئاب زوجك والعيش سويا بسعادة
عزيزتي الزوجة:
لا تداري شعورك السلبي تجاه تصرفاته التي بدت غريبةً وانقلي له ما تحسينه بحبٍ وصدقٍ ومهارةٍ فالمكتئب حساسٌ للانتقادأنت تمثلين الجزء الأكبر في علاجه وتخطيه لمحنته فاتركيه يعبر عن استيائه وشعوره بالملل والإحباط ووضحي له الأشياء الإيجابية في حياته خذيه في نزهاتٍ متكررةٍ واجعليه يختار المكان والصحبة التي يريدهاك في نشر
إن صعوبة الاكتئاب عند الرجال، بحسب الأطباء النفسيين، ترجع إلى أن معظمهم يشعرون بالذنب وبالخجل من الإعتراف بمرضهم، وأنهم أقل طلباً للمساعدة من النساء، إذ يعتبرون الإفصاح عن مشاكلهم أو مرضهم علامة ضعف! ويخافون تخلي زوجاتهم عنهم، وهذا يشير على مدى أهمية دور الزوجة بمساعدة زوجها للخروج من هذه الحال، فإذا كنتِ تعانين من اكتئاب زوجك، تعالي لتتعرّفي معنا كيف تعالجين اكتئاب زوجك؟!!
تقول الدكتورة سوسن السيد، إن الرجل حينما يمرّ بحالة الإكتئاب فإنه يفقد الرغبة والإهتمام بأي شيءٍ، فيفقد القدرة على التذوق، فلا يشتهي شيئاً حتى أنه ينسى الإحساس بالجوع والأكل ذاته، كما يفقد القدرة على الشم، إضافةٍ إلى قلة كلامه ونظرته السوداوية، ولا يعود يميز بين الأحداث، ولا يتأثر بما تنقله له زوجته والناس.
كما يبدأ الإحساس بالتثاقل يزحف على جسده، فيصبح بطيء الحركة والكلام والتفكير، يزعجه نور الصباح، ويريحه نفسياً قدوم الليل، الكل ينام ليلاً إلا هو. والآن إليكِ معلومات هذه التوصيات لكيفية التعامل مع زوجك الكتئب، والتي تقدمها لكِ الدكتورة سوسن السيد:
- اعرفي أن الشكوى الدائمة من الصداع، آلام الصدر أو الظهر، المشاكل في التركيز، اضطرابات النوم والإنخفاض في الشهية وفقدان التفكير في العلاقة الحميمة بكِ إن استمرت لأكثر من أسبوعين فهذا يعني خللاً بيولوجياً واختلالاً في كيمياء الدماغ، مما يتطلب علاجاً.
- بالحب والتعامل مع مفاتيح شخصية زوجكِ واستنارتكِ يتحسن مزاجه، مما يرفع من معنوياته، فاعرفي أن الكآبة غير المعالجة تستمر مدة تتراوح بين 8 إلى 12 شهراً، وقد تبقى مدةً أطول، وتندرج تحت سمات الشخصية إذا لم تعالج.
- احذري محاولة رفع معنويات زوجكِ المكتئب بالإشارة لمشاكل الآخرين أو لفت نظره إلى جمال ما حوله كأسلوب معالجةٍ، فأنت تزيدين حالته سوءً، فالمكتئب لا يملك إلاّ الإدراك الحسي، وبكلامك وإصرارك على تحويل نظره إلى جانبٍ آخر، ستظهرين وكأنكِ تكذبين عليه وتنفصلين عنه.
- أنت تمثلين الجزء الأكبر في علاجه وتخطيه لمحنته، فاتركيه يعبر عن استيائه وشعوره بالملل والإحباط، ووضحي له الأشياء الإيجابية في حياته، خذيه في نزهاتٍ متكررةٍ، واجعليه يختار المكان والصحبة التي يريدها.
- حاولي تفهم مشكلة اكتئابه، وأبقيه منهمكاً مشغولاً في عملٍ لا ينتهي، واحذري تنفيذ ما كان يقوم به من أعمالٍ لمساعدته، فهذا خطأ كبيرٌ، لأنه يزيد من شعوره بالعجز، وعدم القدرة على فعل شيء.
- لا تداري شعورك السلبي تجاه تصرفاته التي بدت غريبةً وانقلي له ما تحسينه بحبٍ وصدقٍ ومهارةٍ، فالمكتئب حساسٌ للانتقاد.
- لا تفقدي الأمل في شفاء زوجكِ، حتى لا تصيبك عدوى الاكتئاب، فضفضي مع صديقه أو قومي بزيارةٍ لبيت أسرتك، شاهدي فيلماً سينمائياً ضاحكاً، أي ساعدي زوجك، دون أن تنغمسي معه.
- ابعدي أولادكما عن كل ما يحدث، وبثي الطمأنينة في قلوبهم، حتى لا يشعروا باللوم وبالمسؤولية لما يحدث لوالدهم، فأشركيهم في تتبع وتطور الحالة، وماذا قال الطبيب دون التقليل من قيمة وهيبة زوجك.
- تحسسي ما ينطق به زوجكِ وما يقدم على فعله، خوفاً من محاولته الإنتحار، وتأكدي أن الشفاء يأتي بصورةٍ تدريجيةٍ، تبادلي معه الذكريات، احشري كلمات الغزل الطيبة في حديثك، ولا تتطرقي في حديثك إلى موضوعاتٍ قلقةٍ وشائكةٍ.
وأخيراً، لا تنسي لعب دور الزوجة المثقفة الواعية التي تملك خلفيةٍ علميةٍ عن مرض زوجها، فتجيد التعامل معه بشكلٍ يعيد التوازن والبهجة لحياتهما معاً، لتساعدي زوجكِ على التخلص من حالة الإكتئاب.