كشفت دراسة بريطانية حديثة: أن حاسة السمع القوية بدرجة غير اعتيادية قد تكون دليل مشكلات في الصحة العقلية. ويقول علماء في كلية لندن الجامعية، وجامعة درام شمال شرق إنكلترا: إن الأشخاص القادرين على تمييز حديث في مكان مليء بضوضاء الرواد، أو يفهمون جملة غير واضحة صوتياً، يسمعون على الأرجح أصواتاً هلوسية في رؤوسهم.
واكتشفت تجارب أجراها العلماء: أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من سماع أصوات وهمية يستطيعون فهم جملة مفيدة في أصوات مشوشة إلكترونياً بنسبة 75% من النجاح، مقارنة مع أقل من 50% بين الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ كهذا.
وأكدت الفحوص التي أجراها العلماء بالتصوير بالرنين المغناطيسي: أن المنطقة المسؤولة عن المراقبة والانتباه في الدماغ، تكون ذات استجابة أنشطة عند الأشخاص "الذين يسمعون أصواتا".
ويسمع بعض الأشخاص أصواتا عندما لا يكون هناك كلام، رغم أن نسبة قليلة منهم يسمعونها؛ بسبب مشاكل في صحتهم العقلية، وخاصة انفصام الشخصية أو الاضطراب ثنائي القطب.
ووفقا لمصادر إعلامية يقول الفريق الذي أجرى الدراسة: إن اكتشافهم وجود علاقة بين الهلوسات الشفهية السمعية، وقوة سمع لغة العالم الحقيقية بدرجة غير اعتيادية، سيؤدي إلى علاجات لبعض مشاكل الصحة العقلية.
ودرس العلماء 17 متطوعاً لديهم تاريخ من سماع أصوات وهمية، و17 آخرين بلا تاريخ كهذا. وسمع أفراد العينة كلاماً مشوهاً بحيث يبدو وكأنه ضوضاء غريبة لا يُفهم عادة إلا إذا طُلب من السامع أن يلتقط كلمات معينة منه.
وتمكن الذين يسمعون أصواتا في رؤوسهم، من فهم الجملة المشوشة في 75% من المرات، حتى من دون أن يُقال لهم الغرض من التجربة، بالمقارنة مع 47% بين الذين لا يسمعون أصواتا. كما أن الذين "في رؤوسهم أصوات " فهموا الجملة أسرع من الآخرين!
وأظهرت فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي: أن أدمغة الذين في رؤوسهم أصوات، استجابت تلقائياً للموجات الصوتية التي تحوي جملا مفيدة، ولكنها لم تستجب للموجات الصوتية التي لا معنى لها.
وقالت البروفيسورة صوفي سكوت، من مختبر التواصل اللغوي في كلية لندن الجامعية: "إن هذا دليل مثير حقاً على الطرائق التي يمكن أن ترتبط بها خبرات غير اعتيادية، مع الأصوات بعمليات إدراكية يومية، وقد يكون أساسها في هذه العمليات".